في القرنِ الحادي والـعشرينْ
تتبعثرُ أنظمةُ التّكوينْ
تتفوضى أنساقُ الإنسانِ الثّابتِ
إذْ تتوالج في العرضيِّ العابرِ
والمجنونْ
هلْ لي أنْ أشعرَ بالأشياءِ
تُصالحني؟
لا شيء يُصالحُ روحا يهرمُ فيها
النّبضُ ، وتنأى عنها إشراقاتُ النّور،
ولا يصّاعدُ من سكرات الوجد بفتنتها
نفحٌ مفتونْ.
لكأنّي مذروءٌ لمتــاهٍ لا مـتناهي التّـخمِ،
كأنّي منذورٌ للوحشةِ
تأتي من فزعِ الأشواقِ
منْ خمرِ الوجعِ المسكوبْ..
ما بيْنَ الموجوداتِ وبينِي
وجبة ُ بـيْــنِ،
أدري..
و حنين للأشياءِ تشكّلَ بالأحشاءِ
ونارٌ صافية ُ الشـّـؤبـوبْ..
و حوالى الرّوحِ
صهيل ينـحتُ بالأحزانِ
وُشـومَ الذكرى شائكة ً
وهنالكَ
ألحانُ الصّبواتِ المحضِ
تدقُّ شبابيك المحبوب
عجبا،
يتملّكني إرثٌ منْ أحلامِ الماضي
ورُكامٌ منْ ثاراتِ أو ثوراتْ
و أفانينُ القول ِ العالي
ومصابيحُ الكلماتْ
و قواميسُ العشقِ الثّاوي
عجبا،منْ ماضٍ
تُـثَملُنا منهُ النّخواتْ
عجبا،
لِــمَ يسطو الآن
على إرثي حُلـمٌ ذاوي
أفلا يصّـادمُ في ذهني
زمنُ الضّوءِ وأزمنةُ العتماتْ ؟
ما منْ شكٍّ في أنّ حدوسا قاصرةً
خدعتْ عقلي المقسور
على فهمِ الخيـباتْ
ما منْ شكٍّ في أنّ حُموضة َ أنثى
حالتْ أنْ أستمْرىْ
منْ عسل العشقِ
اللــذّاتْ
في الخيبةِ يُعوزني زمنٌ يستوعب كارثتي
أحتاجُ إلى حزنٍ صافي الإيقاعِ لأغنيتي
و لقلبٍ يمضغه التّأنيب فـيُصهرُ في شفتي..
لولا النّدمُ المسمومُ أ كان يتوبُ اللّهُ
على موسى أو يونسَ بعد الخِـطْءِ
ويصفحُ عنْ آدمْ ؟
لولا الصّوتُ المُتشظّي في جسدي
لهباً ودمـَـا
هلْ كنتُ فقهتُ دقيقَ الفارقِ
ما بيْن المهـزومِ وبيْن الهـازمْ ؟
لو لمْ أحرقْ نفسي ألمــاَ
ما كان الضّوءُ شهيّا ينمو
في الأفق المعتمْ ؟
في العشق ـ كما في الخيبة ـ
لا تصفو لغة العشّاق و لا تعلو
ـ إن لم تتعمّدْ ـ في بِرك الندمٍ المالحْ
لا تُـشفَى الرّوحُ من العطبِ السرّيِّ
إ ذا لم تــَرْقَ بها الأوجاعُ
إلى ملكوتِ الطّهر العبِقِ
الأفْسحْ
ما قيمةُ باصرتيَّ إذنْ ,
إن لم يعْشَ النّورُ بها
بحثا عنْ وطنٍ جامحْ ؟
ما قيمة دمعي حين تكونُ الخيبةُ
غارسةً في الرّوحِ ولا يُسفَحْ؟
هي ذي تتعاضد ضدّي
أشياءُ القرن الحادي والعشرينْ
هي ذي تنحلُّ مرارة ُ خيباتي
فأراها
في عبق الذّكرى
وأراها في لمعات عيونِ حبيباتي الكُثرِ / الصِّفْـرِ
أغازلهنَّ.. فترتدُّ القبلاتُ المختلساتُ رمادا
يرتدُّ الإيقاعُ نشيجا غيرَ مُبينٍ عنْ فحْـوى..
و أراها في أنفاسِ صغيري الضّاحك،
في رقصات ِ تطاوله العشوائيِّ على الآتِـي
هو ذا يتعاضدُ ضدّي التّافهُ
في القرْن العشْرينَ و نَـيْـــفٍ مِنـْـهُ،
وينتصرُ..
يتسرّبُ في ديوانٍ من بترولٍ
يدخلُ في صهريجٍ منْ شعرٍ
ينسابُ بمكياج الرّاقصةِ المثمولةِ رقصا
حين تُطِلُّ على القتلى من شامخ نهديها
بالعُـرْي و تنفجرُ..
كمْ ذا يتراكمُ هذا الكمُّ منَ الفوضى
كم يصعد في الأنفاسَ
وكم يلجُ الأسماعَ
وكم يحتلُّ الرؤيةَ والرّؤيا
فنلوذُ بأزمنةٍ ومسافاتٍ
لا تُسعفُ بالمأوى
ذي بعْـضُ ملامحِ أزْمنةِ الفوْضى..