كانت تسير وسط المطر, بخطوات متثاقلة, تسير و رأسها يحتضن السماء, يدعو لكلّ الآلهة أن تستفيق من سباتها الذي طال, من نومها و غفلتها عن الحال, كانت كلّما تدعو أكثر يركل الربّ الغيوم فيزداد المطر ليمنع مرور كلماتها نحو السماء, ليمنع نورها أن يبزغ عكس رغبة الآلهة جميعها, لقد خلقوا الشمس في السماء, كيف تحولت لتلك الجميلة ذات الشعر الأحمر على أرض منكوبة بالذكريات!.

لأنّ قطرات المطر كانت تناضل من أجل شبيهاتها, من أجل تلك القطرات التي تسقط من غيوم عينيها, عين الجميلة, كانت عندما تصل وجهها, تقبّله ثم تلتحف به من برودة قلب الربّ, تتجمع حول شامتها الدافئة المثيرة, تقيم حفل حبّ من طراز فاخر على شفتيها, تنساب بين خصلات شعرها برقّة, تمتزج بعطر شعرها, تسكر للمرة الأولى بعيداً عن ثمالة السماء المقززة, تبدأ بالغناء, تعزف بضع قطرات الموسيقى مع قشعريرة جسدها المعطّرة, قطرات و موسيقى و عطر, يبدو أنّ يوم الدينونة قد حان بلحنٍ فاخر بسيط.

يا ساقيَّ النحر بالعطر
لنغنّي معاً
ذلك السرّ
تلك الرغبة
تلك القشعريرة
لنجمعها معاً
ثم نفر
نتنصل من قماش الملابس
نخترق أسوار تلك الملابس المثيرة
نبحث عن الكنز
لن نكّر
ننقب عن الحبّ
نمارس الحبّ
مع كلّ ذرة
في جسدها
قبّلة فقبّلة
حتى وجعاً نخرّ
حتى شوقاً نُسرّ
نصل لكلّ شامة
على جسدها
نصلي صلاة الإستسقاء
فرادى
لا جماعة
نطلب منها
أن تتعرى من الحزن
أن تُمطر علينا من إبتسامتها
تلك الإبتسامة
التي مزقت عجاف الشوق
بومضة
بلحظة
يا ساقيَّ العطر
اسكب ليّ من جسدها
بسرّ
بسرّ الخمر لنُسرّ
لنحتسيّها
قبل بزوغ الشمس
قبل بزوغ عينيها
قبل بزوغ ظلامها
قبل بزوغ ظَهرها
قبل بزوغ رغبتها بالرحيل من جديد
لنحتسي عطرها
مرّة أخيرة…

قبل aktub falah

2 يعتقد على "مرّة أخيرة….. “الكاتب محمد الكلابي” "
  1. يا ساقيَّ النحر بالعطر
    لنغنّي معاً
    ذلك السرّ
    تلك الرغبة
    تلك القشعريرة
    لنجمعها معاً
    ثم نفر
    نتنصل من قماش الملابس
    نخترق أسوار تلك الملابس المثيرة
    نبحث عن الكنز
    لن نكّر
    ننقب عن الحبّ
    نمارس الحبّ
    مع كلّ ذرة
    في جسدها
    قبّلة فقبّلة
    حتى وجعاً نخرّ
    حتى شوقاً نُسرّ
    نصل لكلّ شامة
    على جسدها
    نصلي صلاة الإستسقاء
    فرادى
    لا جماعة
    نطلب منها
    أن تتعرى من الحزن
    أن تُمطر علينا من إبتسامتها
    تلك الإبتسامة
    التي مزقت عجاف الشوق
    بومضة
    بلحظة
    يا ساقيَّ العطر
    اسكب ليّ من جسدها
    بسرّ
    بسرّ الخمر لنُسرّ
    لنحتسيّها
    قبل بزوغ الشمس
    قبل بزوغ عينيها
    قبل بزوغ ظلامها
    قبل بزوغ ظَهرها
    قبل بزوغ رغبتها بالرحيل من جديد
    لنحتسي عطرها…. حلووو كتير احسنت استاذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *