استطاعت الدراجة الهوائية المحافظة على علاقة وثيقة بواحدٍ من أهم الاختراعات التي عرفتها البشرية منذ القدم ،، ألا وهي العجلة !!
وعلى الرغم من امتلاك وسائل النقل الاخرى مثل السيارة والقطار لعدد اكبر من العجلات لكن الدراجة الهوائية ضلت تشكل بالنسبة لي الرمز الأقرب للاختراع الذي ساهم في تطور الحياة ونقل البشرية من حال الى حال !!
وبالاضافة الى هذه الميزة فأن البايسكل شكل نقطة تحول مهمة في حياتي ، فقد كان تقليص عدد العجلات من ثلاثة الى اثنتين يعني تجاوز مرحلة الطفولة وملامسة عتبة الصِبا حيث أتاحت لي هذه المرحلة فسحة اكبر من الوقت خارج البيت رافقها الإحساس بتلمس الحرية الذي يوفره ركوب البايسكل والانطلاق بسرعة جعلتني اتخيل نفسي في حينها بأني مثل سوبرمان او أحد أبطال ذلك الزمان !!
وبرغم الانقطاع عن استخدام الدراجة الهوائية لسنين طويلة فأن مهارة قيادتها تبقى حاضرة لدينا في كل مرة تصادفنا فرصة ركوب البايسكل والتمتع بجولة ولو كانت قصيرة ، لتثبت فيها بأنها مازالت قادرة على منحنا ذا الاحساس الجميل الذي خبرناه في أول مرة !!
مابين دراجتي الاولى واليوم فارق زمني يقارب الخمسين عاما ومازلت اذكر كيف انطلقت بها الى الشارع مسرعاً في تلك الليلة وكيف أمتلأت رئتاي بعطر الفرح الطفولي النقي مع كل شهيق !!
بالأمس عادت بي الذاكرة الى تلك الدراجة التي كانت تحمل اسم (بغداد) وانا اركب بايسكل جديد جائني هدية من حمزه وجعلني لا أطيق الانتظار حتى الصباح فانطلقت بها الى الشارع ليلا وملأت رئتاي فرحا طفوليا نقياً وسمعت العجلة تهمس في اذني : إنطلق وأمرح ،،
انه سحر البايسكل !!