لو كان الاعلام المرئي والمسموع والرقمي، وعدد البرامج السياسية وبرامج السخرية والاستهداف المقصود وتفاعل السوشل ميديا في زمن نظام صدام لما صمد النظام طيلة تلك السنوات المظلمة… لان حجم الجرائم ومساحة الخراب اكبر بكثير من هذا النظام. ولا اريد الدفاع عن هذا النظام ولا ادعي نزاهة القائمين عليه.
ولكن هناك فرق بين الاعلام العراقي في زمن صدام تحت سلطة النظام وغياب الاعلام العربي المبتز للنظام، بل على العكس استطاع نظام صدام ان يوظف اموال الشعب لشراء بعض الذمم من رجالات الاعلام.. وبين الاعلام العراقي والعربي الان الذي اخذ بالتنمر وابتزاز النظام السياسي الحالي لافشال تجربته، وقد ساهم في تشويه الواقع بقوة. فأصبح الكل في قفص الاتهام.. هناك بعض من الاعلاميين ساهم بقصد او بدون قصد جر بعض السياسيين الذين يبحثون عن الطشة والشهرة الى بازار الاستعراض واصبح البعض منهم ظاهرة صوتية مملة وادخال بعضهم الى حلبة الصراع والمناكفات المقززة… وهذا
الاعلام السطحي والغير منضبط ساهم في خلق الفوضى وتصدع المجتمع .. حتى الدراما اغلبها اصبحت مقصودة لمسخ العقل العراقي. وعند رصد الساحة الاعلامية العراقية لم نجد اعلام نزيه ووطني ومنتج للمعرفة وحث الشعب الى الايثار والتكافل وتفعيل روح المواطنة. وحتى البرامج العربية الموجهة للعراق ساهمت في تسميم الواقع.
والفساد لايقتصر على الطبقة السياسية بل تجاوز حدوده المثالية ممن يدعي الحياد والنزاهة والمهنية.