مع أن حزب الدعوة الإسلامية أحدث تغييراً عقائدياً بين شباب حقبة السبعينات من القرن الماضي .. أوشكت أن تقيم حكومة إسلامية في العراق لولا تآمر المخابرات الأمريكية و حزب البعث عام ١٩٦٨، لكن يبقى في الأمر وجهة نظر خاصة تولدت عندي على ضوء التضحيات الكبيرة التي قدمها الدعاة على أيدي نظام البعث الظالم .. والتي لم تحقق الأهداف التي كانت تلك الحركة تسعى إليها ، فقد أعطى ذلك التنظيم السياسي مبرراً قانونياً لإبادته وفقاً للمادة ١٥٦ ق.ع التي جرّمت كل من ينتمي لتنظيم سياسي إنقلابي على السلطة الحاكمة آنذاك .. فكان ما كان و جرى ما جرى من ويلات تدمي القلب و تفجع النفس..
والحالة هذه ؛ فبرأيي المتواضع .. قد وقع حزب الدعوة الإسلامية بالخطأ مرتين .. الأولى عام ١٩٥٧ عندما أسس تنظيماً سياسياً ، و الثانية عام ٢٠٠٣ عندما انضوى مع العملية السياسية تحت سلطة بريمر الأمريكية بمجلس الحكم..
أقول ؛ كان على قيادات حركة الدعوة الإسلامية أن يتحركوا في الخمسينيات من خلال المواجهة الفكرية بالتأليف و التوعية الجماهيرية بواسطة مراجع و فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف و عن طريق الخطباء بوسيلة المنبر الحسيني ، و كان عليهم أيضاً .. بعد سقوط الدكتاتورية البعثية أن ينأوا بأنفسهم عن أي توافق سياسي مع أية جهة تتوافق مع الإدارة الأمريكية و قوات التحالف مطلع القرن الحادي و العشرين الجاري ، لكيلا يحسبوا عليهم.. وهم منهمُ براء ، فقد عرف عن حزب الدعوة الإسلامية بأنه حزب أمام اليمين و أمام اليسار منذ نشأته المباركة، لكن أن ينخدع و يغرى فيتلوّث بالجلوس مع بريمر السيئ الصِّيت على مائدة مستديرة واحدة .. فذلكم من سوء العاقبة التي لا يتمناها أي شيعي مسلم رسالي على أي تنظيم له تاريخه الطويل في التضحيات و مقارعة الدكتاتورية.. الرافض للإمبريالية و الداعي لتحقيق جمهورية إسلامية لا شرقية ولا غربية..
و مهما يكن من أمر ؛ فكل ابن آدم خطّاء و خير الخطّائين التّوّابون!!!..
الرحمة لشهداء حركة الدعوة الإسلامية الميامين و الرضوان و على رأسهم آية الله العظمى السيد الشهيد محمدباقر الصدر (رض)..
وإنّا لله و إنّا إليه راجعون و العاقبة للمتقين؛؛؛