لم تكن العلاقة بين المحامية المتدربة والقانون علاقة طردية أو عكس ذلك بل هي روح تعيش بها وتؤمن باهميتها وقدرتها على تغيير الظلم والقضاء عليه ، الوقوف أمام القانون لم يكن شيء سهل أو صعب بل كان رسالة يجب تاديتها بثقة وبأمانة كبيرة، ورؤية الله فيما تفعله وما تقدمه، يوميات محامية متدربة لم تحوي على شيء يصعب فهمه، ولكنها قضية للدخول في عالم التدريب ومعرفة أدق تفاصيله، وجعلها رسالة لكل من يريد أن يدخل في هذا المجال، ولا يجد صعوبة فيه ويتعامل معه أنه شيء يسهل فهمه، ولا يجد صعوبة فيه، عندما تقف أمام ورقة محامي متدرب ماذا تعني لك؟ اهي تعني لك الضعف؟ أم تعني لك القوة؟ و كيف تراها وكيف ترى نفسك فيها؟ كل هذه أسألة يجب الإجابة عليها قبل أن تكون في مرحلة التدريب، لا أستطيع نسيان اللحظة التي اخترت فيها المحاماة، فهي اللحظة التي غيرت الكثير في داخلي، وجعلتني أثق وأرى كل شيء انه يمثل القانون في روحي وقلبي وهو هويتي التي عرفتها منذ نعومة اظافري ، علاقتك بالمحامي هي علاقة يصعب فهمها، و عند دخولي إلى جهة قانونية لمعرفة تفاصيل مهمة جداً في قضية تعجبت أن الكثير من الزملاء يتناولوا قضية وهم لا يعرفوا تفاصيل دقيقة فيها، وما في جعبتها أدركت في تلك اللحظة أن العلاقة بينهم مع المكتب أو المحامي علاقة ليست جيدة، بمعنى أنه ليس فيها ثقة ولا حتى أسرار بينهم، وتفاصيل اكثر تناولتها في كتابي يوميات محامي متدرب، وهو يتناول كل ما يهم المحامي المتدرب، لذلك عندما تكون عاشق لهذا المجال لا تحزن إذا لم تجد الثقة والحب منهم، ولا تبحث عن ذلك فهذا شعور ليس بيدهم السيطرة عليه بل هو شعور يأتي دون أن نطلب منه ذلك نعم، و عندما تنظر للقلوب ومافي جعبتها وأنت في مرحلة التدريب فأنت تطلق رصاصة في مرحلة تدريبك وتكتب لها النهاية نعم، و عندما تبحث عن تقدير وحب كبير وأنت لم تصنع اسم لامع فأنت تطلب دخول الشيطان في الجنة فهذا من المستحيل حدوثه، نعم هذا واقع لن يبوح به أي أحد لك لكي لا يخسر كرامته أمامك، فهو تخطى هذا التاريخ المحزن وأنت لازلت في أول الطريق وتحتاج إلى صبر لكي تجتاز هذه المرحلة التي هي بمثابة طريق لك لكي تثبت وجودك وأنك موجود وتستحق أن تدخل عالم المحاماة ولست دخيل على هذه المهنة، و أدركت أن القانون عندما تكون ضعيف يقتلك دون رحمة ينسى وجودك وينسي ما فعلته من أجله، فالمحاماة تحتاج لقوى وليس لضعيف فهو غير مرحب به، و كلمة متدرب التي هي بعد محامي لا تعني أنه ليس لديك خبرة، ولا تعني أنك فاشل، ولا تعني أنك لست محامي، بل هي تعني أنك لازلت تدرس وتتدرب وتثبت وجودك فيه، والخجل من الضعف هو الضعف بعينه، والاعتراف به ومواجهته للقضاء عليه هي القوة بعينها، نعم هذا واقع يجب أن ندركه ونتعلم منه لكي لا نسقط مرة أخرى ونقع ضحية له.