تحت زوايا الشفاه التي لم تبتسم قط
ثمة مُدن صغيرة
لن تدخلها إلا إذا كانت
دمائك مختومة باليُتم
أنا دخلت بها كثيرا
ورأيت منها ما يكفي
لكي أشعر أنني يتيم حقيقي…
رأيت في البوابة الأولى من المدينة
امرأة تمسك في يدها
خارطة الزمن
وتمسك في يدها
الأخرى طفلها.
وسمعت الطفل يقول لها
أتركِ الخارطة يا أمي
واحضنيني بكلتا يديك.
فقالت: إن تركتها يا بُني سنتيه!
ثم رأيت في البوابة الثانية
جمعٌ غفير من الناس
يرمون أيادي كثيرة في السماء
لعل يدًا ما تُمسك حبل
الطائرة الورقية التي أفلتها
طفلاً يتيم…
حتى قال من بينهم رجل
لقد ضاع الطفل إلى الأبد،
وما من يدًا لأمه تمسك حبل طائرته…
ثم سرت فوجدت في البوابة الثالثة
أنينًا حزينًا جدًا،
تتبعت صوته، فوجدت بحر
مليء بالغرقى
يتوسل امرأة قائلاً لها
أرجوكِ دعي ظمئكِ يعانقني!
ثم سرت قليلاً فرأيت في البوابة
الرابعة مئات من الظلال
يصرخون بكل ما أوتي
لهم من حواس،
حتى قال لهم طفل صغير
كفوا عن الأنين يا أشباهي،
لقد ماتت أمي ولن تجلس
تحتكم بعد الآن!
مُدن صغيرة،
متاهات كثيرة،
تحت شِفاه اليتامی!