يلوح لي رجل يتأبط ضياءً ملازماً له في السراء والضراء، فبدأت الملم اطراف معاناتي وارسم للمستقبل صورة بهية مفتاحها الرائحة التي شممتها من (سعد)، واتذكر مشاوير الفرح التي هي امانة بأعناقنا كأمانة نترجمها الى واقع حال، وهذا العمل يذكرني بالكبار في الوفاء والاخلاص لهذا الوطن العزيز والوفاء له، وهذا الانجاز الذي قدمه (سعد) اعاد الى الاذهان اشياء كثيرة نسيناها منذ زمن بعيد، وقد ولى زمن الضحك ومفخخات الموت تلازم حتى ابواب منازلنا، فقد علمنا سياسيونا العداء والقتل بحراب طائفية صنعوها بآلات احزابهم.
انهم لا يعرفون الضحك، فكيف لهم رؤيتنا نضحك؟
وهذا (سعد) حول الضحك وخاصة عند الفقراء الى واقع معاش من خلال رائحته الطيبة التي غزت كل الافئدة والصدور، ليثبت للجميع انه اهل ليكون اباً للفقراء، والمساكين بعد ان مات الفرح منذ زمن بعيد ودفناه خارج كل المقابر كي لا ينبشه احد، وهذا ديدنهم المعروف.
نجلس اليوم على رصيف صدئ ليوزع سعد القهقهات في قطار يحمل معه الضحكات على شفاه الاطفال اليتامى والثكالى والارامل، ويوم بعد اخر يزداد صلابة وعزيمة اكثر من كل وقت مضى، حيث كان عاقد العزم على مداواة الفقراء ويفتح عيونهم لكي يروا الدنيا على حقيقتها، ويكلمهم عن الحاضر و المستقبل ليس كالعميان لأنه يؤمن بأن كل شيء قد توقف في الحياة وعليه تغييره.
لقد ترك اثآره الكبيرة على مجمل الحياة العامة للمجتمع العراقي، وسيرسم سعد البزاز البسمة على افواه الفقراء عبر رائحته العطرة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *