منذ إندلعت الحرب الروسية على أوكرانيا النازية ، ركزت إنتباهي على ردود فعل الغرب الذي كان يدرك أن حملة بوتين تحمل أكثر من رسالة تهديد للغرب ولحلف الناتو بالذات ، وأول نتائج حملة بوتين أنه عرف القوى التي ستنظم اليه في صراعه مع الغرب ، فالصين وكوريا الشمالية فقط وقفتا معه حتى الأن ، ولا أعتبر الدول التي أمتنعت عن التصويت على طرد روسيا من لجنة حقوق الإنسان علامة على وقوف تلك الدول كحلفاء لبوتين .ولكن هل كان بوتين يتوقع وقوف بولندا وسويسرا والسويد الى جانب الناتو ، تغيير خطا الحرب والحملات والمعارك ليس غريبا ، ولكنها تؤشر وبالضرورة الى حدوث بعض مالم يخطر على بال من وضع الخطط الأولى لحربه ، وقد يتأخر تحديد تلك العوامل حتى نهاية الحرب ، ويتوقع البعض أن يؤخر بوتين أعلان بعض أسباب الحرب ولا نواياه الحقيقية ، ولكنه كما نص هذا البعض أن بوتين سيعلن أو يعبر عما حققه من إنتصارات يوم 9 ايار 2022 ذكرى إنتصار روسيا السوفيتية على ألمانيا ، والذي يعد أعظم يوم في تأريخ أمنًا الروسيا المقدسة لضخامة ما تكبدته من دمار وخسائر هائلة وموت وجرح أو إعاقة 25 مليون مواطن روسي وأكثر ، فهل حقق بوتين  إنتصارات أخرى يا ترى ، وغداً لناظره قريب .
قال نيقولاي مكيافيلي أنك تستطيع أن تعلن أو تبدأ حرباً وقتما تشاء ، ولكنك لن تستطيع إيقافها متى تشاء ، وما من أحد قادر على قراءة ما برأس أو مخططات بوتين وهل أرادها حرباً خاطفة ، أم حرباً تقليدية ، ولكن عند المقارنة بين قوى الطرفين لا يملك المرء إلا العجب بل وحتى الخوف والرعب ، فقد كان بوسع بوتين إجتياح أوكرانيا خلال أسبوع أو حوالي ذلك ، ولكنه يبدو الأن كالقط الذي يتلذذ باللعب مع فأر أمسك به قبل أكله ، بالأمس أطلقت روسيا أول صاروخ سايبر سونيك في التأريخ من أسلحة العصر النووي ، ثم ورداً على تصريحات وزير مالية فرنسا رد بوتين بتهديد نووي مرعب أخر بمحو فرنسا من على الخريطة ، أما كيف فالجوا ب واضح بقوة أولاً ولكن ثانياً عبارة عن شيئ غريب ، وربما أراد بوتين جر الولايات المتحدة الى حرب ليخرجها من أوربا أو لتصبح أوربا مجرد منطقة نفوذ أو مجال حيوي ، وفق نظرية ماكندر عن الجيوبولتك .
حرصت على البقاء كمجرد تلميذ ومراقب لأول سيناريو نووي في التأريخ ، وأن لا أطرح أسألة ولا إستنتاجات ولا توقعات ، على أوربا التهيؤ لما يريده بوتين الولايات المتحدة الروسية لا قدر الله ، قيل الكثير عن سوء الأداء الروسي في الحرب وعن نقص في القطعات وكي نصدق ذلك فعلينا أولاً إعتبار بوتين من مسعري الحرب في العالم ، يوم قال ماركس أن الأمبريالية أعلى مراحل الإستعمار ، وبعدها التناحر بين الشركات التي أبتلعت المشاريع والدكاكين ، وأنشأت شركاتها وأسواقها ومصارفها أو البيوت المالية كالتي لآل روتشيلد وروكفلر وغيرهن كثير ،؟لتصطدم المصالح حد الإقتتال لتسيط الطبقات المسحوقة فيما عرف بدكتاتورية البلوراتاريا ،  ولكن ماركس لم يكن ينتظر أن تعرقل بل وتقلب ثورة لينين و الشيوعية مخططاته رأساً على عقب ، فأضطرت قوى الرأسما لية الى التلاحم بوجه الشيوعية ، بل وتنازلت عن القليل من أرباحها للطبقة العاملة إتقاء لشرها . وسارت الحياة كما نعرف حتى قرب نهاية العشرين يوم أختفت الشيوعية بغمضة عين ، بسبب تخبط غورباتشيف أخر سادة الكرملين الأحمر ، الغريب أن رد فعل الصين لم يكن كما كان متوقعاً او كان ماو تسي تونة حياً بل والعكس خففت الصين من شيوعيتها الخاصة ولا أقول ماركسيتها ، لأسباب معروفة لنرى اليوم 3 كتل أو قوى أقتصادية واحدة رأسمالية 100٪,  والباقيتين على طريق الرأسمالية بعد عقدين أو ثلاثة من السنيين ليعود تأريخ وإقتصاد ، وتكتل العالم كما رسمه ماركس ولم نجد من حاجة لذكر الحرب العالمية الثانية ، ولا النازية ولا الفاشستية ولا الحركات القومية إذ يصعب وضعها الى جانب القوى الأمبريالية اليوم فهل ستجر حروب بوتين ، دون أن ننسى توريطات واشنطن لبوتين على طريق إعادة الجمهوريات السوفيتية السابقة ، لتعزيز كتلته الإمبريالية وغدنا لناظره ولمن يأمل منه بعض الخبر بعيد وطويل ومرعب .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *