بعد أحداث 2003 أصبح مضمون الانتخابات حقيقة جديدة في الشرق الأوسط ، لكن الانتخابات لن تكون تلك الصورة الجميلة التي رسمناها في أعيننا. منذ عام 2005 أجريت الانتخابات في العراق على أساس الرغبة وليس على أساس الديمقراطية الموعودة. تجري هذه الانتخابات في كل مرة بطريقة مضحكة ، حيث لم يستطع أي حزب أو فصيل أن يفوز بطريقة متكاملة أو علامة كاملة لتشكيل الحكومة ، في كل مرة وبعد الانتخابات تتغير الأمور من سيئ إلى أسوأ.
أولاً: تأخر نتائج المصادقة ، وثانياً ، التأخر في تشكيل الحكومة ،كما نرى أن تشكيل الحكومة يستغرق عدة أشهر أو ما يقرب من عام، وهذا الإجراء يبعدها عن مسارها الديمقراطي الحقيقي. منذ أكثر من عامين ، شهدت مدينة بغداد وبعض المدن الجنوبية ، مظاهرات صاخبة هدفها الأساسي الإصلاح والانتخابات المبكرة ، لكن العكس كان صحيحًا وأجريت الانتخابات بعد ستة أشهر تقريبًا  لم يتم تشكيل  حكومة بعد رغم مرور هذة الفترة  على الانتخابات ، لا تزال عملية تشكيل الحكومة العراقية تواجه العديد من العقبات والانقسامات الحادة بين الكتل السياسية .. نعم ، الانتخابات ضرورية لكيفية الوصول إلى ديمقراطية جيدة في تسيير شؤون البلاد أصبح هذا الوضع في العراق من الحالات النادرة حيث تجري الانتخابات في كل مرة بمشاكل خاصة هذه المرة نرى أن الأمور لم تكن بالمستوى المطلوب في إيجاد الحلول اللازمة لإنهاء الأزمات على الساحة السياسية وحتى الاجتماعية  بعيدًا عن الالتزامات الدستورية التي أصبحت مجرد ورقة مكتوبة لأكثر، لأن المواطن يرى أن الانتخابات في العراق في طريقها الآن الى المجهول ، لأن تشكيل الحكومة بشكل مريح بعد كل انتخابات أصبح حلما. والحقيقة أن إجراء الانتخابات بالطريقة التي نراها لم يكن عاملاً جيدًا في ترسيخ القيم النبيلة في ترسيم الديمقراطية بالشكل الذي يراه المواطن مناسبًا لتسهيل شؤون البلاد. بعد ستة اشهر وحتى الان لم نر ضوءا في تشكيل الحكومة، الجلسات والحوارات بين الاطراف ترمز إلى شيء لن يحدث بعد ذلك ، لأنه في كل مرة يكون هناك تركيز لقوة معينة على مقاليد الأمور، الغريب أن مطالب الخاسر أكبر من مطالب المنتصر ، وهذا شيء مضحك ومبكي في نفس الوقت. نعم ، الديمقراطية تمر بمرحلة حرجة ، والأهم من ذلك ، أن الانتخابات تجري بطريقة غير لائقة ، بعيدة عن المفاهيم الديمقراطية السليمة.