في الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك تشغل الإعلانات شاشات القنوات الفضائية لتعلن عن انتاج البرامج الخاصة التي تعرض في هذا الشهر من المسلسلات والبرامج الترفيهية والأفلام تحت عنوان (رمضان يجمعنا). لتشغل المشاهدين عن الأهداف المبتغاة من شهر رمضان المبارك وسلب قدسيته.

عندما سقطت العاصمة الفرنسية “باريس” بيد النازيين عام 1940، زار هتلر قبر نابليون بونابرت و انحنى له بكل احترام قائلاً له : “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك .. لكن يجب أن تعرف ان شعبك كان مشغولاً بقياس (أزياء) النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق” .

هذا القول ينطبق اليوم تماماً على شعوبنا المشغولة بالمسلسلات و الأفلام و الأغاني بينما يعمل غيرها اليوم على دس السم في العسل. بإثارة الشهوات والشبهات حول ثوابت الدين واعلام يسبق الحروب ليشوه قيم الاسلام ويهدم بنيانه . مما أدى لظهور جيل يبتعد عن الدين إلا ما رحم ربي بل ويجادل حتى في ثوابته واصوله . وتتفنن المحطات الفضائية في التسابق للإفساد وتسرق الوقت بطريقة ذكية وتجعل الكثير يواظب على متابعة القنوات التي تحرص على تقديم كل ما هو جديد لكنه في واقع الأمر يغير من التوجهات ويقودها نحو فضاء اخر بعيداً عن قيمنا ومبادئنا واسلامنا ويضيع الوقت هدراً دون الفائدة.

ولو تسائلنا ! ماالفرق بين مايريده الله لنا في شهر رمضان و ماتريده المحطات الفضائية ؟ لوجدنا الجواب في قوله تعالى “والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً”

من المؤكد ان الله منح هذا الشهر قدسية لما له من
دروس وعبر ورسائل إنسانية علينا التمسك بها والعمل بقيم هذا الشهر في كل يوم وشهر لا ان تتحدد أعمالنا وتنشط فقط في شهر رمضان.
النازحين، الفقراء، المساكين والمحتاجين، لهم حق علينا ان نقف معهم وفي محنتهم وان نلبي بعضاً من احتياجاتها.
كبارنا وصغارنا وجيراننا واصدقائنا دعوة للتسامح والمحبة والتراحم والاحترام طريقنا لحياة إنسانية محترمة يدعو لها الاسلام دائما ويمنحها الديمومة في هذا الشهر المبارك الفضيل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *