أواخر ثمانينات القرن الماضي ، نشرت جريدة الجمهورية ، قصيدة للشاعر حسب الشيخ جعفر ( المولود في ميسان عام 1942 ) وعنوانها :رأس الحمار . استوقفني مضمونها . لذلك ضممتها لاوراقي التي اصبحت قديمة وزحف اليها الاصفرار . وعدت ، الان ، لقرائتها . وتلك وظيفة الاوراق القديمة . كما هي ملفات الذاكرة. النص الذي امامي الان ، مضمونه : ان الاسد وابن آوى والحمار ، خرجوا في رحلة للصيد في الوادي . وكانت مهمة الاسد الانقضاض على الفريسة. اما ابن آوى فهو منظّر المواقف الصعبة. ومهمة الحمار ، فهي كما جاء في القصيدة :
يجري وراءهما
ويحتمل الفرائس والعدد ..
ويجيئ للظمئان بالماء النمير.
ويذكر الشاعر في قصيدته ان الاسد اصطاد فريسة . وطلب من الحمار ان يقسم بينهم ..ولانه ( حمار ) فقد قسم الفريسة بالتساوي.
فتكدر الاسد . واطاح برأس الحمار بوثبة فوق الرؤوس . تدحرج راس الحمار لان صاحبه لم يدرك ما يرضي السلطان . عندها طلب الاسد من ابن آوى ان يعيد القسمة . وجاء في القصيدة :
ودعا ابن آوى
ان يعيد الكيل بينهم فكال.
عَجِلاً يكوم كل شيئ
تحت اقدام الهمام .
فتبسم الليث العبوس :
لقد عدلتَ فلا غبار .
فمن المعلم يا فتى ؟.
فاجابه :
رأس الحمار .؟!
لا ندري لماذا طلب الليثُ من الحمار ان يقسم الغنيمة بين الثلاثة . لكن الثعلب وهو العارف بما يرضي أصحاب القوة الغاشمة، أجاد القسمة. بينما لم يدرك الحمار ذلك. ويبقى تاريخ البشرية ، في جانب كبير منه ، هو الصراع مع اصحاب القوة الغاشمة .
رحم الله الشاعر حسب الشيخ جعفر.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *