-1-
جاء في كتب الأدب :
انّ اعرابيا ذَمَّ قوماً فقال عنهم بانهم :
” أقلّ الناس ذنوباً الى أعدائهم ،
وأكثرهم جُرما الى أصدقائهم ،
يصومون عن المعروف ..!!
-2-
وهذا الذم هو من أفظع ألوان الهجاء والترقيع والتوبيخ ، ذلك أنّ القوم الذين يتركون الساحة لأعدائهم يفعلون بها ما يشاؤون ماهم الاّ كراديس من الجبناء الذين لا تحركهم مصالح البلاد والعباد، وأية صفةٍ انكى من هذه الصفة ؟
-3-
وحين يتعاملون بلون من الغلظة والجفاء والابتكار مع مَنْ يجب عليهم أنْ يخدموه ، يكشفون عن ” دونية ” رهيبة، وعُقد للنقص والحقارة والاّ فان رئيس القوم – كما في الأمثال – خادِمُهُم وليس الذي لا يتوانى عن ابتزازهم وغمط حقوقهم وانتهاب أموالهم..!!
-4-
والصوم لا يكون الاّ عمّا حرّمه الله على الصائم اثناء صيامه، بينما يُسارع المذمومون الى اجتراح القبائح والرذائل، ويصومون عن المكارم والمآثر وعن المعروف الجميل، وهذه هي احدى المفارقات الغريبة التي تشدد النكير عليهم .
-5-
وتنطبق الأوصاف الذميمة تمام الانطباق على السلطويين في العراق الجديد، حيث داهنوا الاحتلال، والتقطوا الاشارة منه قبل العبارة ،وتنكروا لمواطنيهم فأثخنوهم بالأعباء وسوء الخدمات ، وتسابقوا للاستحواذ اللامشروع على الثروة الوطنية، حتى بات العراق وهو البلد الغني –لايملك ما تملكه البلدان الفقيرة – من توفير الطاقة الكهربائية لأبنائه وسائر الضروريات الأخرى .
انّ الهوّة عميقة بينهم وبين المواطنين العراقيين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ، وقد أصبح القاسم المشترك بين العراقيين جميعاً هو الاحساس بعمق الأخطاء والخطايا التي اجترحها سياسو الصدفة ، وما أوقعونا فيه من مآزق وأزمات…

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *