اتصل بي صديق يعمل بصفة عقد في احدى مستشفيات دهوك,وحدثني عن شعوره بالانكسار لانه لم يستلم راتبه منذ اربعة اشهر.ولنا ان نتخيل رب اسرة لا يستلم راتبه طوال عدة اشهر,ونفكر بالوضع النفسي والقلق الذي يصيب شخصا يذهب لدوامه في كل يوم دون ان يقبض دينارا واحدا.
لا اجد توصيفا لهذه المشكلة ابدا.ويبدو ان عذاب العقود في اقليم كردستان هو نفسه عذاب العقود في مناطق العراق الاخرى.وقد يكون موظف العقد تحت جناح الحكومة الاتحادية افضل حالا من زميله الذي يعمل تحت سقف اقليم كردستان.
انا في هذا المقال انقل شكوى ذلك الموظف وعشرات غيره ممن يعانون نفس معاناته.واتساءل كما يتساءل اي شخص منصف الا تستطيع حكومة الاقليم ان تصرف رواتب العقود ولا تاخرها اربعة اشهر متتالية.؟وهل من الصعوبة ان تصرف الرواتب بين شهر واخر على ان يصرف الراتب المتاخر بعد توفر الاموال.؟
بعض المسؤولين في الاقليم يرجحون ان حكومة الاقليم قادرة على صرف تلك الرواتب المتاخرة معللين هذا الامر بوجود كمارك المنافذ الحدودية والضرائب وغير ذلك.وهذه الموارد تكفي لتغطية رواتب العقود والملاك في وقت واحد.
انا اتحدث من وجهة نظر انسانية بحتة اذ لا يعقل ان يعيش الانسان في مكان يحرمه من حقوقه الطبيعية والتي هي حق في عنق حكومة الاقليم او الحكومة الاتحادية.
واذا كانت هناك تبريرات منطقية لعدم اعطاء موظفي العقود رواتبهم فنتمنى ان تعلن هذه التبريرات لكي نعرف اسباب هذه المشكلة.