حين أطلق العراق 39 صاروخا ضد الكيان الصهيوني ، وصار الصهاينة يهرعون الى الملاجيء خوفا من الغضب العراقي الماحق ، أدركت أميركا وقبلها الصهاينة بأن العراق هو البلد العربي الوحيد القادر على محق الكيان الصهيوني وأنه الخطر الأوحد على وجود الكيان الصهيوني كخنجر في خاصرة الوطن العربي ، لذلك كان القرار الاميركي – الصهيوني – الرجعي العربي ، بوجوب ابعاد العراق عن موازنة الصراع العربي – الصهيوني وهو الهدف الرئيس لاميركا واسرائيل ، فكانت المؤامرة الكويتية – الاماراتية ضد العراق اقتصاديا باغراق السوق النفطية بالبترول بعد انتصار العراق في حربه ضد التوسع الايراني وخروج العراق منتصرا عسكريا ومدمرا اقتصاديا بسبب هذه الحرب المفروضة عليه لكي يصل سعر البرميل الى ما دون الـ 7 دولارات فكان ما كان من غزو الكويت والحصار المدمر للعراق والعراقيين من اجل تحجيم دور العراق واضعافه لكونه يمثل التهديد رقم واحد للوجود الصهيوني ، فكان الغزو ، وبدعم عربي كامل ، حتى صار تحت الاحتلال أمراً واقعاً وجاؤوا بمن يثقون بهم من أعوانهم ليحكموه ويدمروه ويمزقوه طوائف وعشائر وأديان وقوميات ، فسلبوه كل ثرواته وقدراته ليكون الحلقة الأضعف في الكيان العربي ، ومن بعده تساقطت كل أنظمة الرفض العربي لإسرائيل ، ليبيا وسوريا واليمن ، فصارت الثمرة ناضجة لأميركا من بعدهم للاعتراف بأن القدس هي عاصمة الصهاينة !
وهذا يعني بأن الانظمة العربية الاخرى التي لا تمثل أي تهديد للكيان الصهيوني ، بل أنها اقامت علاقات صداقة وتعاون معه ، هي المعول عليها اسرائيليا واميركيا لأن تهيء لذلك الأخرق الذي صار يحكم أميركا لأن ينقل سفارته الى القدس وأن يعترف بأن القدس العربية المكرّمة تصبح عاصمة للصهاينة .. !
قال أحد الساسيين الصهاينة ( لو كان العراق جارا لإسرائيل لما بقي كيانها أكثر من أسبوعين !! ) وهذا يصف الرعب الذي كان يعيشه هذا الكيان الغاصب من العراق وجيش العراق وقدرات وعروبية العراق من تمسك بمبدأ تحرير الأرض الفلسطينية من غاصبيها الصهاينة …
المغزى من هذا الاستعراض بأن الحكام العرب الخونة والاذيال الذين كانوا وفي كل مؤتمراتهم العربية والخليجية ينادون بتحرير فلسطين من غاصبيها هم أول من تآمروا عليها وتقديمها على طبق من ذهب لإسرائيل خنوعا امام الارادة الاميركية التي تحمي عروشهم الحقيرة … لقد صار (الحج ) العربي الى تل أبيب مباحا وسهلا لدى الكثير من القيادات العربية وصاروا يتفاخرون بعلاقاتهم مع تل أبيب التي تستبيح اليوم دماء وأرواح اخواننا الفلسطينيون في القدس المحتلة ولم تهتز شوارب وغيرة هؤلاء ازاء الجرائم الكبيـــرة التي تقترفها قوات الاحتلال ضد أهلـــنا في القدس .. تبا لكم ولعروشـــكم ولممالككم واماراتكم وأنـــــظمتكم التي ساقها الأميركان بالعصى لتوصلوا أمتنا الى هذا الدرك من الجبن والخذلان والسقوط الاخلاقي والقيمي والديني والمبدئي … لعنة الله عليكم جميعا يا كما وصفكم مظــــفر النواب حقاً ولم يتجن عليكم … وكأن الله في عون رجال ونساء القدس الأبـــطال الذين يقفون وبشجاعة وإصرار لحمــــاية قدســـهم الشريف من دنس القوات الصهيونية العفنة .. والله المستعان.