في اي قراءة لحضارة من حضارات العالم تجد ان بدايات هذه الحضارة جاءت من الزراعة ولو تمعنت اكثر في كتب واسفار هذه الحضارات لرأيت انها تعطي اهمية كبيرة للزراعة .اذا يعتبر اهل الفكر ان الارض تجود لمن يتعب لاهلها وهي حقيقة شاخصة على ارض الواقع اليوم سواء كانت في العراق الذي اصبحت ساحاته الصحراوية اكثر من الخضراء او في دول المنطقة في ظل ازمة بدات تلوح ملامحها في الافق ونسمع عن مخاطرها والتحذيرات لوقوعها وهي ظاهرة التصحر. تذكرنا قبل يومين عيد الفلاح العراقي من دون ان نحتفل به بعد ان ضاع الفلاح وضاعت ارضه ومعوله ، وغابت عن مخيلتنا صورة الفلاح الذي كان يقاتل من اجل ارضه التي يرتبط بها روحيا الزراعة هي روح الارض ولكن هذه الروح غابت ملامحها لدينا بغياب الحلول التي تسهم في عودة الفلاح لارضه وبغياب الرقابة الحكومية والتي لا تعطي اهمية لهذا المفصل والذي تقف عليه كل عمليات الانتاج الصناعية والفنية والعلمية بل هو مفصل مهم للحياة الانسانية باكملها.
هناك مقولة انكليزية تقول ان تزرع حديقة في المنزل فانت تؤمن بالغد ، غير اننا ضيعنا ماضينا وحاضرنا ولم نعد نملك مفاتيح الغد
كل ما زرعناه هو اشواك سيجنينا جيل المستقبل وستكون الجراح من نصيبه مثلما استبقناه في حصادنا لاننا لا نملك من يزرع لدينا بذرة الامل .