– صباح الخير، قلتُ للشاعر أدونيس عبر هاتفي السامسونك، وجاءني جوابه:
– يسعد صباحك المتعدد، المتكثر، المتنوع!
– أريد أن أسأل الشاعر: هل يأتي يوم يولد الإنسان فيه أعمى، لأن العين صارت عضوا بلا فائدة، فهي ترى كل شيء مصورا، ونحن لا ننظر ولا نرى، الحكم في الأخير هو للكاميرا، عيننا التي نرى فيها في الواقع اليومي، ونبصر كل شيء.
قلتُ، وأجابني أدونيس:
– يريد إنساننا الحاضر أن ينسى كل شيء حتى اسمه، ولا يتبقى منه غير آثار هزيلة للغاية، تدلّ على أنه يعيش حياة كاريكاتيرية لا تثير في النفس غير حسّ الفكاهة.
– أنت تقصد أن الحياة الجديدة حولت كل منا إلى شخص كاريكاتيريّ مهما علت منزلته… وقاطعني الشاعر بالقول، وكان فرحا مثل طفل بما توصّل إليه:
– إلا الشاعر، فهو الوحيد الذي يرى وجه كل شيء مباشرة ودون واسطة، لأن خالق الكون وجه…