ونحن الماضون بلا وِجهةٍ أو هدف..
نمضي رغم التعثر والتعب، رغم الألم، رغم القهر
ورغم انغِماسِ جراحنا بِمرِّ الواقع ومُلوحة الحياة
رغم الصراخ المكتوم والدموع المُنسابة التي عانت حتى تُخفي أيَّ أثرٍ لها نرتدي في كلِّ صبحٍ جديدٍ
وجوهًا ليسَت لنا، ونعتلي ابتِساماتٍ بشِفاهٍ لا تُشبه شفاهنا المُتشققة ، الباردة، والمتعبة!
ونمضي بدون أن نفكِر بما تركناه ينتظرُنا لِليلة أخرى تُضافُ لِليالينا الماضية الكئيبة!
في الطريق ثمة من يُلقي قشور ذكرياتٍ كانت ذات ماضٍ بعيد من ذهب بعد أن صارت بلا قيمةٍ داخل كومةٍ من الركامِ المادي والمعنوي الذي نعيشه الآن، الفوضى تلف كل شيء!
الخرابُ يبتلع حتى ابتساماتنا لأبسط الأشياء!
الطمع يُتلِف حتى القلوب ويزُجُّ نفسه بين المشاعر حتى يعدِمها ويئيدها فور إحيائها!
ثمة من يرقص على أجسادٍ تلطخت بدماء البراءة من كلِّ إثمٍ سوى أن أصحابها أرادوا يومًا الحياة
فأُغرِقوا في منافيهم بلا أرواح!
أجسادُ مثيرة للشفقة حتى تكون عِبرةً لمن تُسوِّلُ نفسه يوماً بأن يفكِّر بالحياة.
وها نحنُ ذا فاعتبِروا!
ثمة من يُسكِتُ عصفورًا مُغرِّدًا لِنسمع نشازه المنتشر في الأرجاء ضجيجًا مُزعجًا ومُرهِقًا، ويطلبُ مِنا أن نصفق له
لأنه لم يفعل شيئًا سوى أنه تسبب بالعطب في آذانِنا وربما وصل ذلك العطبُ حدَّ الصمم!
في عالمنا الذي نعيش لا مكان لرأينا في اهتمام أحد، ولا مجال لرغباتنا الكثيرة بأن تجد لها طريقًا ممهدًا سوِيًُا لتتحقق!
لا مجال لأنوفِنا البائسة أن تتنفس ما شاءت من الهواء النقي..
ولا مجال لقلوبنا العاشقة للحياة بالنبض حبًّا كما شاءت ولا لِعقولِنا الحالِمة بالإبحار كما اشتهت في بحار خيالها.
قيود في كل مكان!
ونحنُ الماضون بلا وِجهةٍ أو هدف، ألا نستحقُّ أن نعيش؟؟