-1-
أربعة دراهم فقط كانت عند أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) فأنفق منها درهماً ليلاً وآخر نهاراً وثالثاً في السرّ والرابع في العلن فأنزل الله تعالى فيه :
( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية )
البقرة / 274
-2-
وتصدّق بخاتَمِهِ وهو في الصلاة ، فأنزل الله تعالى فيه قرآناً يُتلى آناء الليل وأطراف النهار، ويكشف عن موقعه العالي حيث قال جَلّ اسمُه :
( انما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
المائدة / 55
والسؤال الآن :
ما هو السر الكامن وراء هذا الثناء الالهي ؟
والجواب :
انّ أمير المؤمنين عليا (ع) لم يكن يُعطي الاّ لوجه الله لا يُريد جزاءً ولا شكوراً.
هذا الاخلاص الفريد ،
وهذه النية الخالصة التي لا شائبة فيها على الاطلاق ، كانت السمة التي تميز بها امير المؤمنين (عليه السلام) في كل أقواله وأعماله .
وهنا يكمن الدرس العيظم .
-3-
ومن الاخبار المتداولة :
انه حين علا امير المؤمنين صدر عمرو بن عبد ودّ العامري – فارس الجزيرة – مكث وتمهل ولم يجهز عليه ، وحين سئل عن ذلك قال :
انه شتمني فخشيتُ إنْ أنا قَتَلْتُه أنْ يكون ذلك ثأراً لنفسي فانتظرت حتى يسكن غضبي وقتلتُه غضباً لله …
كان عليٌّ مع الله ،
وقد ملأ حُبُّ الله قلبَه ،
ونوّر بصيرته ،
ولم يكن يستهدف الاّ رضاه ،
وحسبنا منه هذا النهج العظيم والمنهج القويم .
ورحم الله من قال :
يا عذّب الله أمي انها شربت
حُبُّ الوصي وغذتنيه باللبنِ
وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ
فصرتُ منْ ذِي وذا أهوى أبا حَسنِ
وسلام عليك يا قسيم الجنة والنار  يوم ولدتُ ويوم نهضت بأعباء الجهاد ، ويوم ضمّختك دماء الشهادة فناديت :
( فزتُ وربِ الكعبة )

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *