بعد ان انتهيت من قراءة رواية ( الهروب من الجنة )  للروائي الروسي ليف تولستوي الصادرة عن دار المدى بخمسمائة وست وتسعون صفحة , علق في البال و الذاكرة منها مقطع  لتولستوي يقول فيه,” الاعترافات” ويورد امثولة  عن مسافر  هاجمه في السهب  وحش  غاضب , فقفز الى بئر  خوفا منه , وراي في قعر البئر تنينا بفم مفتوح , فتعلق بغصن شجرة  ينمو على شق البئر وهنا يرى فأرين , فأر ابيض  وفأر اسود ( الليل  والنهار ) يحيطان بالتساوي بجذع الشجرة  ويعملان على قضمه وسرعان ما سيسقط  حتما بفم التنين ( الموت ) , وبينما هو معلق يبحث هذا المسافر  حوله , فيجد  على اوراق الشجيرة قطرات من العسل  فيلعقها بلسانه , وتشغله عما ينتظره  من مصير محتوم  ,  فالتنين هو الموت وهو ات لا محالة وان الفاران هما ايام العمر التي تجري سريعا وما اسرع السنين التي تمر بحراك سريع والانسان شغول  بقطرات العسل التي اشغلته عن المصير النهائي والذي هو واقع لا محالة , فهل   يعتبر البعض عن انشغالهم بعسل النفط والمنافذ  والسلطة , ليبني او يرمم له دار امنة في الدار الباقية , كرصيد لعله ينفع عما ارتكب من نهب وسرقات لا موال الدولة , اذ ان الدنيا قصيرة مهما طالت وغدارة لا تنذر احدا بموعد مصيره الحتمي , ذكر ان نفعت الذكرى.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *