شهر الرمضان المبارك مدرسة (على كل الأصعدة) وإن كان المسلم فهم حقيقة الصوم وفلسفته وتجسد ما يطلبه عزوجل أثناء الصوم ومن خلال هذا الشهر المبارك يقفز نحو التغيير والإصلاح قفزة نوعية وعليه يمهد الطريق بسهولة لإصلاح المجتمع برمته. وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ).وبين أبو حامد الغزالي رحمه الله: أَنَّ الصَّوْمَ ثَلاثُ دَرَجَاتٍ صَوْمُ الْعُمُومِ وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص.
وأما صَوْمُ الْعُمُومِ : فَهُوَ كَفُّ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ عَنْ قضاء الشهوة ، وَأَمَّا صَوْمُ الْخُصُوصِ : فَهُوَ كَفُّ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللِّسَانِ ، وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ، عَنِ الْآثَامِ.
وأما صوم خصوص الخصوص : فصوم القلب عن الهمم الدَّنِيَّةِ ، وَالْأَفْكَارِ الدُّنْيَوِيَّةِ ، وَكَفُّهُ عَمَّا سِوَى اللَّهِ عز وجل بالكلية” “إحياء علوم الدين” (1/ 234).
من هنا، يتبين بوضوح،أن الفلسفة الحقيقية وراء الصوم هي حدوث التغيير داخل الفرد نحو حالة مرضية متجاوزة سابقاتها من كل الأبعاد ، وإن المسلم بعد شهر كامل من الصيام والقيام   يجب أن يكون أكثر إنسجاما مع الصدق والإخلاص  وحفظ الأمانة  وأحترام الأنسان أينما كان وأن يبعد كل البعد عن كل ما يضر بالعباد والبلاد ، وينبغي أن يكون المسلم بعد الرمضان شخصية أخرى في مناهضة الظلم والإستبداد ومكافحة الفساد و ومناصرة العدل والعدالة ومساندة الفقراء والمساكين..
إن لم نشعر بهذه التغييرات الإيجابية ونظيراتها  بعد الشهر الفضيل، علينا أن نراجع صومنا بدقة بالغة وأن نقيس من جديد ما قمنا به في شهر الرحمة والغفران بما يطلبه منا عزوجل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *