كانتْ تُغنِّي بصوت عالي ، صوْتهَا يُطلُّ على مسامع مارةْ الجسْر ، وتصْفِيق يديْهَا يعْتلي أَجنِحة الطُّيور المهاجرة ، وهي تقول بيْن نفْسهَا ، آه لَو كُنْتُ طيْرًا الآن ، لَأسْتطَعْتْ أن اِسْترْجع حُرِّيَّتي المسْلوبة ، راودَهَا هذَا الشُّعور مِن تِلْك النَّظرات الحاقدة لِلنَّاس ، بيْنمَا هِي تُغْني وإذَا بِرجل عجوز يرْقص إِلى جنْبهَا بِعكَّاز كهْل لََا يقْدر على حمْل نفْسه ، وإذَا بِروحه تتطاير مع نغمات تِلْك الفتَاة السَّارحة بِعالم اللاوعْي ، وهو يقول غنيّ غنيّ! أُريد أن اِسْترْجع شبابيّ الآن فأنَا ذلك الَّذي عجز ولم يجد مِن يُراقِصه ، تَعجبَت الفتَاة البابليَّة ، صمتتْ قليلا ، ثُمَّ واصلتْ الغنَاء أكْثر وأكْثر ، فجاء عجوز آخر ، ثُمَّ شابٍّ ثُمَّ فتاة بِعمْر النَّوْرس ، رقصوا حدُّ التَّعب ابْتلو جميعًا بِعرق الحرِّيَّة ، كُلُّ المارَّة أصْبحوا يرْقصون على نغمهم الخاصَّ ، حتَّى الفتَاة تركتْ مكانَهَا لِتنْظر ماذَا حلَّ بِالنَّاس ، أنَّهَا قامتْ بِكسْر القفْل و التابوهات
أَصبَحت النَّبيَّ يُوسف لِساعة مِن الزَّمن اِسْترْجعتْ الشَّبَاب ، والْخضار والْغناء وكلُّ شيٍّ جميل ثُمَّ نهضتْ قافزة ، غنَّوْا اكْملو لََا تتوقَّفوا فالْآن بدأ عصْركم الجدِيد ، بعْد ألان لََا يُوجد سواد اِفرِشوا الجسْر بِالْأحْمر غطَّوْا الأعْمدة بِعبارات الحبِّ الأبَديِّ ، تزوَّجوا مِن تُحبُّون بعْدمَا حرَّمتْكم القبيلة ، اُنْثروا الشَّعْر أو غطَّوْه افعْلو مَا شِئْتم