مخاوف من انتشار كبير لمرض جدري القرود تسود العالم، والرئيس الأمريكي بايدن يرجح انّ الوضع مقلق، وفي كل يوم تكشف دولة عن إصابات بالفيروس الجديد.
كان هناك في العقود الماضية تلقيح لجميع الطلبة في مدارس العراق ودول عربية أخرى بلقاح ضد الجدري، غير أنّ هذا الجدري الجديد مختلف ولا يوجد لقاح جاهز له، والمعلومات عنه قليلة برغم من انّ القلق الدولي منه كثير.
هل سيدخل العالم في غلاف موجة جديدة من الاستقطاب المثير لفيروس جديد يجعل فيروس كوفيد من الذكريات القديمة ام أنّ الفيروس الجديد سيصاحب ظهور أزمات اقتصادية وسياسية كبيرة بين الدول، كما جرت المصادفات المتكررة أكثر من مرة في سياق العقود الأخيرة، إذ تمحو الازمة الجديدة آثار الازمة التي قبلها في متواليات مثيرة، ولا نريد تناولها من منظور نظـرية المؤامرة، لكنها جديرة بالتأمل.
لا تبدو الدول الكبيرة او المتوسطة مهيئة على نحو واضح ومتكامل لمواجهة أزمات في الأمن الصحي أو الأمن الغذائي. وقد وجدنا قبل ساعات انّ الامريكان وقفوا مستبشرين لهبوط طائرة شحن قادمة من المانيا حملت إليهم واحدا وثلاثين طناً من حليب الأطفال المجفف، بعد نضوب الكميات من الأسواق الامريكية منذ أسبوعين، فهل يبدو هذا العالم بوضعه القلق والمختل أمام اية عقبة غذائية أو صحية قادراً على المضي في مشاريع الحروب التي تلوح علاماتها في اكثر من بقعة من العالم، وقد لا تكون حروبا تقليدية، كما تروج بعض الأجهزة الدعائية؟
لنلتفت الى العراق، كحالة مجسّمة من تمركز الازمات الأمنية والسياسية منذ عقدين من الزمن، إذ تبدو العاصفة الغبارية المتكررة منذ أسابيع أكبر من كل العواصف السياسية التي تعصف بمشهده العام، عواصف المصالح والتغطيات على البلاوي والانفصام الواضح عن معاناة الملايين وتهديد مستقبل أطفالهم في الحياة المستقرة الكريمة.
عواصف السياسيين برغم وهجها الإعلامي، انّما هي تدور في فنجان او فنجانين لا أكثر، وانّ هموم البلد واحلام المكبوتين والمظلومين والمقهورين لها مكان اخر حتما خارج هذا الفنجان أو ذاك