ان ماحدث في تشيع جنازة مظفر النواب لايمكن اعتباره حدث عابر او محض صدفة او شي انفعالي حدث بصورة تلقائية من جمهور مدفوع من جهات معينة بل هو ناقوس خطر او مقدمات حراك شعبي قادم بسبب الانسداد السياسي الذي تحول الى انغلاق سياسي كامل بسبب الخلافات بين القوى العراقية على المسرح السياسي وكذالك بسبب سوء الاوضاع المعاشية لطبقات كبيرة من الشعب العراقي التى تشعر بالحنق والغليان والغضب من سوء الاوضاع بشكل عام.
الطبقة السياسية العراقية لاتجيد قراءة الوضع الشعبي العام ولاتستشعر حالة النفور واليأس والاحباط الذي يعيشه اغلب الشعب العراقي لأنها تنظر اليه من برجها العاجي. ان تأخر تشكيل الحكومة وبالتالي تأخر اقرار الموازنة عطلت مصالح الناس وحرمت الفئات الفقيرة من الشعب من الحصول على الدعم الذي يساعدها في تجاوز موجه الغلاء التى تعيشها البلاد ،قنبلة الفقراء والجياع على وشك الانفجار وعلى الجميع تحمل المسؤؤلية وعلى الطبقة السياسية ان تعي ذالك وعامل الوقت عامل قاتل وهو ليس في صالحها حتما واذا ماحصل المحذور وانطلقت شرارة المظاهرات فلايمكن ايقافها او التحكم في مدياتها او تداعيتها وسوف تحرق الاحضر واليابس وسيكون البلد في خطر كبير.
المثل العراقي يقول(المفشوخ ينام بس الجوعان ماينام ) .
الغضب الشعبي قادم ويلوح في الأفق والطبقة السياسية غير مكترثة او بعيدة عن نبض الشارع وسوف ينزلق البلد الى مالايحمد عقباه.