كاتب ساخر رائع ..وناقد راقي ..وشخصبة محبوبة وظريفة ..إتخذ من الكتابة الساخرة طريقاً لنقد الظواهرالإجتماعية الخاطئة والتصرفات السياسية السلبية التي جرّت الويلات على الشعب العراقي .. وهذا ما نلمسه في كل كتاباته في الصحف والجرائد والمجلات ، أو مايضعه على صفحتيه في مواقع التواصل الإجتماعي(الفيسبوك) يومياً تقريباً .. .
ولا شك ان الكتابة الساخرة هي واحدة من فنون الكتابة الصحفية الصعبة للغاية ، لأنها تحتاج – إضافة إلى الثقافة العالية والإمكانات البلاغية الراقية – تحتاج الى الجرأة والشجاعة والصراحة والوضوح .. كما أنها – الكتابة الساخرة- تجمع بين المتناقضات والمتضادات ، إذ يجب أن تكون سهلة وسلسلة ومبسطة ، وبالوقت ذاته يجب أن تكون عباراتها محبوكة ومصاغة بصور بلاغية متينة، كما وأهم مافيها أن تصنع البسمة بمهنية جادة في تناولها للموضوعات، وعليها أن تقدم معلومات رشيقة وجادة وأن تتثبت فيه من أصالة المعلومات وأهميتها، وأن تحتوي على المبالغة القوية والمثيرة ، بالوقت الذي تكون فيه موضوعية للغاية ….
إن فن الكتابة الساخرة في طريقة وأسلوب الرائع عدنان فاضل الربيعي هو الفن اللاذع الذي يثير الدهشة عند القرّاء قبل أن يثير الضحك لديهم ، وإن كانت تبدو كتابته – في ظاهرها – فيها نوعاً من التمرد العنيف على الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب العراقي ، ولكنه تمرد ينطوي على ثورة فكرية ضد كل ماهو خاطيء وغير منطقي في حياتنا ..!!وأنا لست في موضع المبالغة أن أزعم بأن الكتابة الساخرة عند عدنان فاضل الربيعي هي ليست محاولة لإنتاج الضحك ..بقدر ما هي وسيلة لإنتاج البكاء على واقعنا المزري الذي يحتمل – ربما- لحظات قليلة من الضحك والسخرية ولكنها بالواقع محمّلة بغيوم حبلى بالبكاء والدموع..!! وأروع ماقيل من مقاربة بين الضحك والبكاء هذا البيت الراقي للشاعر الكربلائي الكبير فاضل عزيز فرمان : وكثيرٌ من الغناء بكاءٌ ..وكثيرٌ من البكاء قليلُ ..!