لم يكتفِ ذلك النظام البغيض السابق بتسميم حياة السكان وبسط نطاق الفقر والجهل والتخلف أنما قد تكفل أيضاً بأيصال حروبه ومخلفاته العبثية المجنونة (( دليفري)) عليهم واحداً واحداً..حتى أستوت اليوم مساحات شاسعة المرار حقول موت ومزارع أسى وألغام..وتقول أحدى الأمهات من سكنة قرية حدودية منكوبة تسمى بقرية البتران جنوب البصرة وهي المحافظة الأولى على مستوى العالم تلوثاً بالألغام أن الحاجة ماعادت ملحة لدينا اليوم لأقتناء أي زوج من أزواج الأحذية الآن بعد أن جرفت الغام الحروب المريرة السابقة غالبية الأطراف والأقدام هنا حتى بات أسم قريتنا المسكينة مرادفاً مأساوياً لهذه الصورة البانورامية المزدحمة بالهم والبلوى والحزن ..أن الروايات الرسمية تتحدث عن أكثر من ستة الاف كيلو متر مربع كانت ملوثة على مستوى العراق عموماً غير أن دائرة فتية ومجتهدة مثل دائرة شؤون الألغام وحسب زعمهم كانت قد نجحت بتطهير مانسبته أكثر من ثلاثة وخمسون بالمئة من تلك المساحات الكلية الملوثة أي أن المتبقي الفعلي اليوم يزيد بقليل عن الفان وسبعمائة كيلومتر مربع تقريباً ومع ذلك فأن حجم التلوث قياساً بالدعم المالي الحكومي وحسب تلك الروايات لايلبي الطموح ولاينسجم بتاتاً وأهمية مثل هذه المشكلة التي باتت اليوم مؤرقة للحياة الأنسانية والأقتصادية والأجتماعية والوطنية على وجه العموم ..
تداعيات الحرب
ولعل مايفاقم في  الأمر سوء هو تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الان وماتلقيه حالياً من ظلال سلبية وقاتمة على برامج التمويل الدولي والأممي المسخرة لدعم أعمال تطهير وأزالة الألغام في العراق حيث أن هذه الحرب لربما ستسحب المانح الدولي باتجاه تسيير أمواله ومنحه الدولية صوب مساعدة برامج شؤون الالغام في اوكرانيا ماسيتسبب دون شك وانحسار اي دعم دولي واممي في المستقبل القريب عن انشطة شؤون الالغام في العراق وهذا حتماً سيزيد الوضع سوء أكثر وأعداد الضحايا المتساقطون يومياً للاسف سيزداد ويزداد أكثر وأكثر فضلاً عن العطل الذي سيلحق بقطاعات أعادة البناء والاعمار وعودة النازحين وقيام زراعة وصناعة وتنمية وأزدهار ومواصلة مثلى لأنتاج حياة صالحة للحب والسلام والأمل والحياة..أن كل هذا وغيره الكثير يلتف كما الأفعى الرقطاء اليوم حول عنق بلدنا النحيفة أصلاً ..أشرطة حدودية بأسرها تضربها الألغام عن بكرة أبيها .. ثم مازاد في الأمر سوء هو ماخلفته عصابات داعش الأرهابية اليوم من عبوات ناسفة لئيمة تتوزع حياة السكان الأبرياء للأسف في تلك المدن والقصبات والمناطق المأهولة بالهول والفجيعة والدمار  ..
والسؤال اليوم الذي
بات يطرح نفسه بقوة
ومسؤولية والحاحاً ووطنية خالصة بأمتياز
ترى الى أي  متى سنبقى نقول ونكرر
ولمن يهمه الأمر تحديداً
مع وافر
الموت
الأسى
والألغام ..؟؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *