بانتظار مبادرة جديدة لفك الاختناق السياسي ، هكذا يلوحون أصحاب الازمة ومنتجيها والمتلاعبين بمصائرنا من خلالها . مبادرة ستنطلق من نفس عقلية صناعة الازمة أو القريبة منها فكراً وسلوكاً ، بعد ان فشلت كل مبادرات حلحلة الازمة وفك تعقيداتها واشتباكاتها !
هل ستنجح المبادرة ، على اقل تقدير ، في الحلحلة وليس الحل ؟
لست معنياً بتفاصيلها وتوزيعاتها للمغانم ، فهي لن تخرج من صندوق جديد ومحدود للأفكار السابقة ، لان العقلية التي ستنتجها هي نفس العقلية التي صنعت الازمة وفاقمتها وعطّلت الحكومة والبرلمان معاً بسببها !!
نطرح مجموعة من الاسئلة وننتظر ان كانت المبادرة الجديدة قادرة على الاجابة عليها :
هل سيخلى الصدر عن مشروع الاغلبية الوطنية او السياسية تحت مسميات الاغلبية الموسعة على سبيل المثال ؟
ستكون تخريجة مخادعة وملتفّة على المشروع نفسه لاخراج فكرة التوافقية بسيناريو جديد وبعباءة جديدة ، لانها ستحافظ على الجوهر وتتعامل مع تفاصيل ذات طابع مصلحي ضيق للارضاء أولاً ولانقاذ ماء وجه الاغلبية !!
اذا وافق السيد الصدر على لعبة من هذا الطراز في سيركنا السياسي هذا ، فانه سيثبت للجمهور الواعي وليس الاعمى ان المشروع الذي يتقاتل عليه في أروقة السياسة لايخرج الا من تحت عباءة المناورات والضغوط السياسية للحصول على مكاسب اكثر ، وسيواجه الصدر السؤال التالي قبل تخريج تبريرات مرور هذا السيناريو :
ما الذي تبقى من مشروع الاغلبية الوطنية ؟
هل سيتخلى الاطار عن المالكي والخزعلي لسواد عيون الصدر لادماج احزاب الإطار التنسيقي في كعكة حكومة شكلها اغلبية ومضمونها توافقية ؟
تخريجة عارية اخرى لضمان التواجد في الحكومة القادمة مع الاحتفاظ للسيد المالكي بقوة وقدرة الادارة السياسية للمنخرطين في المبادرة الجديدة ومخرجاتها ، وان قبل من في الاطار بمبادرة ” الاقصاء ” كما يسمونها هم ، ستسقط حينها كل مبررات صراخهم الذي صدّعوا رؤوسنا به ، عن لامعارضة ولاتشكيل حكومة دون الصدر والاطار ولا اغلبية اقصائية !
وسيواجهون السؤال التالي :
أي لاءاتكم دفاعاً عن مصالح المكوّن وحقوقه ، ان كانت شعارات حقيقية ؟
لاتفاصيل دقيقة وواضحة عن مبادرة مقبلة ، لكن الاكيد انها ستكون نسخاً محسنة من افكار مطروقة ومطروحة ومناقشة ، حتى وان طليت بمسحوق القبول الاقليمي والدولي متمثلا بايران واميركا اللتان تتلاعبان بهذا الملف في مطبخ الاتفاق النووي على نار هادئة تكوى بها جلود العراقيين !!
لاعقلية داخل هذا الملف قادرة على انتاج افكار شجاعة وجريئة للحل والحلحلة وفك الاختناق ، ولاعقلية سياسية تضع المصالح العليا للبلاد فتخوض في مبادرات التنازلات المطلوبة للخروج من المستنقع الذي يخوض فيه الجميع ، ولاعقلية قادرة ، بحكم استحكامها الفكري ، على قبول الحلول المنطقية المقترحة من خارج صندوق افكارهم ..
لست منتجاً لافكار الحلول ولكنّي مقتنع تماماً ان المبادرة القادمة ستأخذ طريقها الى سلّة الفشل والمهملات قبل اكمال قراءتها وسيبقى حبل الاختناق ملفوفاً على رقابنا حتى تقول واشنطن وبوينس آيرس ما الذي على الطرفين ان يفعلاه !!