المناورةُ في الألعابِ الالكترونيةِ مهارةٌ وذكاءٌ، أما في السياسةِ والحربِ فإنها حكمةٌ وفنٌ من فنونِ القيادة، لكنها في الطبِ احتيالٌ إذا كانت بقصدِ التَّهربِ من الخطأ أو عدمِ المعرفةِ، وغشٍّ في الهندسةِ إذا كانتْ ترمي إلى الايهامِ بالإذعانِ للشروطِ والمعاييرِ، وانحرافٍ في الدينِ إذا ابتعدتْ عن التَّعاليمِ الإلهيةِ يفضي لهلاكِ المجتمعِ، وتحريفٍ في التعليمِ لاخلاقياتِ المهن المتَّفق عليها وضياعٍ للحقيقةِ وتشويهٍ وتزييفٍ للمخرجاتِ التَّعليميةِ والبحثيةِ وخرابٍ للمجتمعِ، وانتهاكٍ لحقوقِ الإنسان في القضاءِ إذا كانت مخالفةً لاخلاقياتهِ تؤدي إلى تعطيلِ العدالةِ وسلبٍ للحرياتِ وتهديدٍ للسلمِ الأهلي، وتضليلٍ في الإعلامِ للرأي العامِ وضبابيةٍ في الوقائعِ والأحْداث ينتجُ صراعاً مجتمعياً يفضي إلى التشرذمِ والتناحرِ والتنابزِ بالألقاب، والمناورة استهانةً بمقدراتِ الناسِ في إدارةِ شؤون الحكمِ وسلبٍ للحقوقِ وسرقةٍ للمالِ العام.
المناورةُ حدٌ قاطعٌ قد يفضي للنجاحِ في السياسةِ والحربِ، ولكنَّه يفضي للخديعةِ والتَّضليلِ في الدينِ والتعليمِ والقضاءِ والهندسةِ والطبِ والاعلامِ والحُكمِ.
القيادةُ قيمٌ وسلوكٌ، الاولى يمكن التعبير عنها بالكلامِ والخطبِ والتغريداتِ، ولكن الثاني يُظهر صدقَ القيمِ والالتزامِ بتطبيقها.