تعرفت عليه عن طريق القاص الكوردي الكركوكلي المبدع الاستاذ المرحوم يوسف الحيدري(ابو ميديا) صاحب المجموعة القصصية الشهيرة ر(جل تكرهه المدينة) وغيرها وكان الرجل معجبا جدا بأدب الاستاذ ابي وسام( رزاق ابراهيم حسن)وصديقا مقربا منه ولطالما جمعتهما مع العديد من ادباء العراق المعروفين في تلك الفترة جلسات مقاهي البرلمان وحسن عجمي والبلدية والزهاوي من منتديات بغداد الادبية الشهيرة في ستينيات و سبعينيات وتمانينيات القرن الماضي اذ كانت هذه اللقاءات الحميمية بحد ذاتها تجمعات ادبية راقية يتناول فيها ادباؤنا احدث ما جادت به يراعات ادباء مصر ولبنان وسوريا واصدرته مطابع بيروت لثقرأ وتناقش وتقيم ببغداد من قبل كتابها المبدعين وكان الناقد مالك المطليي وكتاب القصة كمال لطيف سالم و عبدالستار ناصر والشاعر انور خليل والناقد عبد الجبار داود البصري و الاديب حميد المطبعي وغيرهم من نجوم الحركة الادبية الستينية والسبعينية والثمانينية من رواد تلك الجلسات التي كانت منتظمة وتبدو كأنها طقسا مقدسا يحضرونها ويتكلمون فيها بكل محبة واحترام ومعرفية عالية في شتى شؤون الادب والمعارف ولربما كانت موسما جيدا لعرض بضاعتهم من اخر ما قرأوه او اطلعوا عليها من كتب جديدة او حتى عرض نماذج من ابداعاتهم الشخصيةالجديدة في القصة والشعر والنثر والنقد في جو من الانسجام والمحبة وكانت هذه الجلسات بمافيها من حلو الكلام وجديده ملفتة للكثيرين من رواد تلك المقاهي الادبية حتى من الذين لم يكن يحفلون بالهم الادبي فيتحلقون حولهم ويستمتعون بما يطرحونه من افكار ورؤى ..وكان المرحوم القاص رزاق ابراهيم حسن النجفي المولد القادم نحو العاصمة من رواد تلك الجلسات و على الرغم من قلة كلامه وبساطته فقد كان مساهما نشطا فيها ولم اتعرف عليه شخصيا في تلك الفترة ولا عندما كان رئيسا لتحرير مجلة وعي العمال التي حولها بفعل حسه الادبي وابداعه من مجلة نقابية محضة معنية بالأنشطة العمالية المختلفة الى احد ى منابر الثقافة والابداع المعروفة في بلادنا بحيث جذبت للمساهمة فيها الشاعر الكبير الرائد عبدالوهاب البياتي وغازي العبادي وخالد علي مصطفى و غيرهم من مشاهير آدبائنا ..اقول لم اتعرف عليه في تلك الفترة لكن علاقتي بالأديب ذي اللكنة النجفية في حديته الا عندما انتميت شخصيا لأسرة كتاب جريدة الزمان البغدادية المعروفة الغراء بعد عام 2003 وكان رحمه الله مشرفا على القسم الادبي فيها. و كان الراحل مشجعا فذا للمواهب الادبية الناهضة يرشدها الى مواضع القراءة التي تنمي و تعمق من مواهبها النامية ولطالما ناقش معي وأعجب ببعض قصصي القصيرة والقصيرة جدا او القصائد التي كنت انشرها في الجريدة المذكورة وكان لي ولغيري عونا في اجتياز الكثير من من هفوات نمو الموهبة حاثا وبإلحاح على كثرة القراءة في الادب والتاريخ وحتى الفلسفة ونظرا لحبه الشديد للحياة والحركة والمساهمة الادبية النشطة في فعاليات جريدته الاثيرة( الزمان) وكان محاطا جدا فيها بالتقدير الكبير والاحترام البالغ من لدن صاحب امتيازها الاستاذ سعد البزاز ورئيس تحريرها الاستاذ الدكتور احمد عبد المجيد بل ومن كل العاملين بالجريدة اقول وبالرغم من تردي صحته وتقدمه في السن في السنوات الاخيرة من عمره بيد أنه ظل مواظبا على الدوام يوميا بالجريدة ويقد مواد الصفحة الادبية التي كان يشرف عليها بانتظام لنشرها وهكذا وقبل فترة قصيرة من رحيله الابدي اطلعني على نماذج جيدة من قصائد شعرية كتبها مؤخرا وقال لي اضفت موهبة الشعر الى موهبتي في كتابة القصة فباركت له منحاه الادبي الجديد الذي لم يكن جديدا عليه تماما لأنه مارس كتابة الشعر في مطلع حياته الادبية . وبعدها سمعنا انه رحل ثم فرحنا جدا عندما علمنا بأن الخبر كان عار عن الصحة لكننا خبر رحيله الثاني كان وقعه اشد على كل الذين عرفوا الرجل و اعجبوا بثمرات قلمه الادبي السيال ..رحمه الله واسكنه فراديس عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ان شاء الله وفي الختام اوجه اعمق آيات الشكر الى نجله الشاب الرائع المحامي وسام رزاق ابراهيم حسن حفظ الله شبابه على وفائه المثالي لأبيه وتراثه وابداعاته الادبية راجيا ان يتكرم على قراء ابيه بنشر مخطوطة اشعاره التي اعلمني بها قبل ان يرحل الى جوار ربه بفترة قصيرة رحمه الله رحمة واسعة .