في الولايات المتحدة التعليم يعني التدريب. أما في أوروبا فالتعليم يعني السماح لك بتثقيف نفسك بنفسك وفي الشرق الاوسط فالتعليم لا يعني الحصول على مستوى عالي بل الحصول على درجات عالية، والعراق ليس ببعيد عن ذلك واكبت تجربة اعتبرها من اكثر التجارب الناجحة في التعليم في العراق ابتدات فعليا قبل ست سنوات وجميعنا يفخر بها وهي ان يحصل اولادك على الدراسة باللغة الانكليزية وفق برامج عالمية ، خطوة باركناها جميعا واعتبرناها نقلة نوعية في التعليم العراقي بعد ان تعرض لانتكاسات متتالية ، وهي ان تخرج لنا جيلا موهوبا نادر الوجود . وبالتأكيد هذه الفرصة ليست متاحة للجميع بل لاصحاب الدرجات العالية من طلاب السادس ابتدائي حيث يخضعون لامتحان تنافسي يعد اختبارا لذكائهم ومستواهم. يقول فيكتور هيجو من فتح باب مدرسة اغلق باب زنزانة وهنا في العراق بعد هذه الخطوة الجريئة من قبل وزارة التربية نكون قد خلقنا جيلا للمستقبل يتميز عن غيره من الاقران . ستة اعوام وانا اول المدافعين عن هذه الخطوة الفاعلة وانا ارى بناتي يتميزين بهذه المدارس واجد نفسي يوما بعد اخر اتعامل مع اكثر الاجيال تعليما. الفرحة تغمرني وانا اتباهى بين زملائي العرب من الصحفيين عن هذه الخطوة التي ستجعلنا نواكب الاخرين بعد تخلفنا عنهم لسنوات، كل يوم تكبر بنتي وتنتقل الى مرحلة اخرى والتميز كان حليفها وكنت على يقين انني منحتها جواز السفر الى المستقبل.
وحانت لحظة قطف الثمار وجاء موعد الحسم والذي سنجني نحن جميعا ثمار ما زرعناه خلال السنوات الماضية ونمني النفس مثلما وعدتنا وزارة التربية ان هذا الجيل والذي تلقى مستوى عاليا من التعليم ان ينال امتيازاته التي يستحقها وان يجد له قبولا مميزا يليق بمستوى التعليم الذي تلقاه فهو طالب موهوب ان صح التعبير . ولكن للاسف لم تكن الامتيازات التي منحتها له وزارة التعليم تليق بمستوى تعليمه وهذا ان دل على شئ انما يدل على سوء في التخطيط وسوء في الادارة . ولكن الضحية للاسف جيل كامل من طلاب هذه المدارس والتي توزعت على عموم المدن العراقي التعليم الصحيح ياسادتي يزرع ويصنع وطنا ولكنكم للاسف منحتونا جوازا للهجرة ولكنني سابقى احرص على تعليم ابنتي لانني اعمل من منطلق اذا علمت ولدا فقد علمت فردا
وان علمت بنتا فقد علمت امة.