لم يكن حدث سقوط جدار برلين حدثا مفاجأ بل جاء عبر صراع استمر اكثر من ربع قرن من معاناة شعب واحد تم عزلهم بقرار جائر من حكومة المانيا الديمقراطية DDR لغرض منع افراد الاسرة الواحدة من اللقاء او الاحتفال او لم شملهم .ومن عايش هذه الفترة من العزل يقدر أهمية سقوط جدار برلين ليس من الناحية الاجتماعية بل كحدث سباسي عالمي حيث تحدت كل شعوب الدول الاشتراكية السابقة المرتبطة بالاتحاد السوفيتي السابق لتؤسس فترة جديدة من الحرية والانفتاح على العالم . لقد عايشت سنوات من هذا العزل وكنت وغيري من الاجانب المقيمين في هذه الدول نلاحظ مدى الاسى والمرارة التي يعاني من اغلبية افراد المجتمع وقد قدم الكثير منهم التضحيات في سبيل الهروب الى الضفة الاخرى من المانيا .وهذا اليوم هو 9 نوفمبر حيث تحل ذكرى اليوبيل الفضي (الذكرى الـ 25) لسقوط جدار برلين.
وليكن سقوط الجدار هذه السنة، التي يستكمل فيها 25 سنة على انهياره، نكهة خاصة لدى الألمان الذين أفردوا له احتفالات شعبية كبيرة عمت جميع المناطق التي تواجد بها الجدار ببرلين ليس إلا للتذكير بأهمية هذه اللحظة من تاريخ البلاد قبل أن تنعم بالوحدة واستحضار معاناة الالمان في الشطر الشرقي. وضمن أبرز الأنشطة التي خصصت للمناسبة وضع جدار الضوء (ليشت غرينتسه) بديلا عن الجدار الإسمنتي السابق من خلال بالونات مضيئة على طول يزيد على 15 كلم من مسار الجدار شملت سبع نقط هامة بالعاصمة، حيث تم توفير معلومات حول الحدث للزوار ، وهدايا تذكارية ونقاط مشاهدة وشاشات عملاقة تعرض أفلاما وثائقية تاريخية منذ بناء الجدار وحتى لحظة سقوطه وشكل الجدار ، وطوله 60ر3 أمتار، منذ ذلك الحين حدا فاصلا ليس فقط بين شطري ألمانيا ولكن حتى بين المعسكرين الشرقي والغربي ، ولم يكن سقوطه بالأمر الهين فصمد قرابة 29 سنة، وهو ما كان يقض مضجع الشطر الغربي من مواطنين وسياسيين الذين قاموا بحملات لإطلاع الرأي العام العالمي على فظاعة هذا القرار اللاإنساني .