حكايتنا مع الشيطان قديمة جدا,وحين نريد ان نصف انسانا بالقبح نقول عنه انه شيطان.لكن الرؤية القرآنية الرائعة تضعنا في مستوى آخر.اننا نواجه في هذه الحالة شياطن الانس.جاء هذا المعنى في سورة الانعام الاية 112 حين اشار الله تعالى الى شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا.ان كتب التفسير تقول لنا ان شياطين الانس هم اعداء كل نبي ارسله الله لهداية الناس.ولا بد ان نحاول فهم المعنى الحقيقي المراد بقوله تعالى شياطين الانس لان الانبياء لن يزوروا الارض ابدا,ولا يمكن ان نجمد فهمنا لنقول ان شياطين الانس هي حالة ترتبط بوجود الانبياء. لنتقدم خطوة ونبحث عن التطور الدلالي لقوله تعالى شياطين الانس.اذا قال انسان ما كلمة الحق في وجه احد المسؤولين فبم سنصف هذا الفعل.سنصفه بقولنا أن هذا الانسان قال كلمته التي يؤمن بها.وقد يدفع ثمن كلمته تلك.في هذه الاثناء يبرز دور غريب للميحيطن بهذا الانسان.وكثير من ادوار الاشخاص القريبين من ذلك الانسان الثوري قد تكون سلبية بمعنى ان الكثيرين سيلومونه,وينتقدون كلمة الحق التي قالها. شياطين الانس هم اذن:صديق العمل الذي يقول لزميله يااخي هي خربانة انت ليش تورط نفسك. او الجار الذي نسلم عليه صباح مساء يجرك من يدك ليقول ببرودة ميت:انسى واحد يريد يكضي يومه على خير. او القريب الذي ربى كرشا وينتظر وجبة العشاء:حالك من حال الناس.اكعد واسكت شلك بهل اللغاوي. دراما بائسة يمثلها اشخاص في حكم الميتين,ومن المؤسف انهم حين يلومون او يعاتبون او يقللون من عزيمة صاحب كلمة الحق لا يعرفون بانهم شياطين اقترنت وظيفتهم بدور رخيص جدا. اعترف انني اصافح من حين لاخر احد اولئك الشياطين.انظر في وجهه فارى فيه يبوسة ارض مالحة.وافضل طريقة هي الابتعاد من موتى الروح الذين ينتشرون كالبعوض في حياتنا.