دولة الرئيس لقد سئم أهل الموصل من كثرة الوعود والعهود التي قطعها الكثير من الساسة والنواب ورؤساء الكتل والاحزاب على أنفسهم بتبني إعمار مطار الموصل الذي كان أحد أهداف تنظيم داعش الإرهابي بدكه وتدميره.
ويا للأسف فقد اتخذ بعضهم اعمار المطار شماعة لدعايتهم الانتخابية ثم تلاشوا عن الأنظار و إنفضوا من حوله ونكثوا بعهودهم وبقي نفر من المخلصين لمدينتهم وناخبيهم ينافحون عنه رغم قلتهم ولا نغفل دور لجنة الإعمار!
خمسة أعوام عجاف مضت على تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي وما زال الجهد الحكومي في النهوض بها من كبوتها مغيبا تماما عدا ما تقوم به دوائر البلدية والبلديات وبعض الدوائر الخدمية من تشجير وإكساء الشوارع والارصفة والانارة، موازيا للجهد الاهلي في اعادة الحياة لمسارها في اعادة فتح المصالح وترميم المباني ، وما عدا ذلك من جمود في أعمال إعمار لمشاريعها الاستراتيجية وما أصاب الجسور والمستشفيات والمعامل ودوائرها من انهيار ودمار، فهي إما متوقفة تماما او تسير ببطئ شديد بتعمد، او يتم عرقلته بحجج واهية وبيروقراطية و مركزية مقيته، ومنها عقبة إعمار مطار الموصل الكئداء!
ولا أخفيك سرا دولة الرئيس إن همست في أُذنك أن حجم الفساد المستشري وتسلط المليشيات المتخفية خلف ما يسمى بالمكاتب الاقتصادية في المدينة واجبار كبريات الشركات المحلية او الاقليمية عند التفاوض مع سماسرة على حتمية دفع عمولات ضخمة لها مقدما عدا ونقدا وقبيل المباشرة قد جعلت العديد منها ترضخ مقهورة بالدفع وتؤثر سلبا على جودة التنفيذ، أو تعزف عن دخول العراق وخاصة المناطق المدمرة لإعادة اعمارها، والموصل في مقدمة المدن المدمرة وهي ضحية صارخة لإرهاب و بأوجه عديدة فلا تكاد تنجو من نفق حتى تدخل آخر وهي اسيرة لهذا النهج المعوج الذي يعرقل كل جهد في بناء العراق الذي مزقه الارهاب والحروب …
سيدي الرئيس ليس من المعقول ان مدينة ضخمة كمدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق ولها ثقلها السكاني والاقتصادي باتت تشحذ الهمم وتتوسل هذا وذاك لتحصل على حقها الذي كفله لها الدستور وهي سلة الخبز العراقي!
ولو يتفضل جنابكم ويسأل سلطة الطيران المدني عن اقدم مطارات العراق ستندهش بانها قد سبقت جميع مدن العراق والمنطقة في إنشاء مطارا فيها قبل سبعون عاما لما لها من أهمية لموقعها الجغرافي.
دولة الرئيس:
بات الكثير يتحدث اليوم بصوت عال بعد أن أصابهم الاحباط بأن هنالك يد لم تعد خفية تضغط بالاتجاه المعاكس وتعرقل، وكذلك تقاطع المصالح لبعض قادة الكتل و الاحزاب والشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي لتستخدم نفوذها لتمنع أي مسؤول سواءً من كان قبلكم أو حتى في عهدكم من ان يجازف بمستقبله السياسي ليتحمل مسؤوليته التاريخية ويأخذ على عاتقه المبادرة الوطنية، وأظنكم سيدي تشاطرني الرأي في ذلك وبالتأكيد قد شخصتهم .
وأخيرا فالجميع يرنو بنظره اليكم في البت في هذا الموضوع فهو حصرا من صلاحيتكم كونكم أعلى سلطة في الدولة خاصة بعد أن إكتملت كل الحلقات من تخصيص المبالغ اللازمة من الأموال المجمدة والتي اطلقتها وزارة التخطيط واعداد التصاميم وجداول الكميات والمخططات ومصادقة سلطة الطيران المدني، كما نذكر دولتكم بالوعد الذي قطعتموه لأهالي المدينة عند زيارتكم الأخيرة لها، والملف برمته امامكم فالواجب الوظيفي والوطني والانساني يحتم عليكم اعطاء الموافقة الخطية فورا دون تردد وتغليب مصلحة العراق على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية ولتكون سبّاقا في وضع بصمتكم ليسجلها لكم التاريخ ولتحفظها لكم الاجيال..
شكرا لحلمكم وسعة صدركم دولة الرئيس.