جيلي يتذكر جيداً حجي راضي عندما كان يتهم عبوسي بكل ما يحصل له(سواء بالحق او الباطل).عبوسي كان دائماً المتهم!!تذكرت ذلك حينما قرأتُ(للمرة الالف ربما) أن وراء الفشل الحاصل في العراق،وعلى الصُعُد كافة تقف أمريكا،بضمن ذلك تسريب أسئلة الامتحان وانسداد المجاري،وحتى الغبار الذي (غبّر) حياة العراقيين مؤخراً.
تمهل …يامن بدأت تزبد وترعد مؤكداً ان عبوسي(أميركا) هي المسؤولة عن كل شيء وتتهمني بأني عميل امريكي وأبن(سفارة)،فانا مثلك أبصم بالعشرة ان الأجرام الأمريكي هو من أحتل العراق ودمّر ما أبقى الحصار من بناه التحتية،ومالم يُجهز الحصار عليه من قيم إنسانية. ولأني لا أريد أن أعود الى ماقبل الأحتلال لأسأل: من المسؤول عن الأشتباك غير المتكافىء والعناد غير العقلاني مع عبوسي(اقصد الثور الامريكي)،فسأركز على مرحلة مابعد الاحتلال فقط. أولا،هل نعلم ان (عبوسي) لَملَمْ چوالاته وعاف العراق صار اكثر من 12 سنة؟! يعني حجي راضي صارله منفرد بالگول ويحكم العراق حوالي 12 سنة ومع ذلك لا زال يتهم عبوسي!! أعلم أنك ستقول أن عبوسي هو من جاء بهذه الطبقة السياسية التي لم تبيّض فقط وجه النظام السابق ،بل بيضّت وجه كل النُظم السياسية في العالم بدليل ان العراق يقبع في ذيل كل قوائم المؤشرات الدولية. يعني كل العالم أحسن منا ووجه انظمته انصع من وجه نظامنا! نعم(عبوسي) جاب الجماعة،لكن السؤال هل هو من يدير الجماعة أم (الجماعة) هي من تدير الجماعة؟!
سؤال محوري
وبما ان عبوسي(في تحت موس الحلاق)مجهول الوالدين فلن اتوانى عن شتم ولعن والديه، لكن هل ان ذلك سيحل مشكلتنا؟!وللاجابة على هذا السؤال المحوري أقول أن هناك اربعة طرق لا خامس لها لتغيير الاوضاع في أي بلد.الأولى،أنقلاب عسكري وهذا لا يمكن ان يحصل في العراق لاسباب يعلمها الجميع.الثانية،أحتلال جديد،وأضمن لكم(كمطلع على الامور)ان لا عبوسي ولا أبوه ولا جده يرغبون في اعادة تجربة الاحتلال،وان كل ما تسمعوه من بعض(قصيري النظر) عن عودة عبوسي هي محض افلام هندية. أما الثالثة، فهي التغييرمن خلال صندوق الانتخاب.والرابعة،بواسطة الشعب(تشرين مثلاً)،وفي الحالتين الثالثة (التي احبذها دوماً)والرابعة فان الشرط الاساس لتحقيق التغيير هو ارادة الشعب المؤمن بقدرته على التغيير.
أن تكرار حجة(عبوسي)لتبرير كل ما يحصل في العراق،انما ترسخ في اللاوعي العراقي اليأس من قدرته على التغيير. لان وجود عبوسي في المشهد يعني أما وجود مؤامرة من قوة عظمى لا قِبَلَ للعراقيين بها،أو الإيمان أن أمريكا و(الجماعة)متفقين على تقاسم كعكة العراق. فأذا كنا غير قادرين على أمريكا،فهل نقدر عليها وقد دعمتها(الجماعة)؟! أعرف أن معظم من يتهمون(عبوسي) بأنه سبب كل مصائبنا لا يقصدون إعانة(الجماعة) على العراق،لكن ليعلموا أن أستمرارهم في إشاعة اليأس في نفوس العراقيين أنما يخدم الاتجاه المعاكس تماماً لما يريدون. أخيراً،أرجو أن تتذكروا قانون الله (الثابت) في التغيير: أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم(الرعد:11). فالتغيير يبدأ منا،لا من عبوسي.