تابعتم ما كتب وقيل عن تسريب الأسئلة،فوجدتم كل طرف يرميها على الآخر، وكل ما قيل وكتب حصر السبب في وزارة التربية ،وأن البرلمان سيستدعي وزير التربية بوصفه المسؤول عما حصل، فيما نرى نحن السيكولوجيين المعنيين بدراسة الظواهر الاجتماعية أن عرّاب الفساد هو المسؤول الأول عن تسريب الأسئلة! لحقيقة علمية – اخلاقية نصوغها بما يشبه النظرية:
(اذا تغاضى القانون عن محاسبة الفاسدين ،شاع الفساد في المجتمع وتحول من فعل كان يعدّ خزيا الى شطارة وانتهاز فرصة).وبدأ يحصل هذا يوم قال من حكم العراق ثمان سنوات:(لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..وما كشفها خوفا من خصومه ان يكشفوا الفاسدين في حزبه ان كشف الفاسدين في احزابهم ،مع انه يعرف أن عمله هذا يعدّ في الشرع الأسلامي خيانة ذمّة،ويعرف ان الفساد السياسي اذا شاع فسدت الأخلاق وتعطّل الضمير ،ويعرف ان (غياب القدوة) في الحكم..تكون الناس على دين ملوكها..فكيف ومعظم المسؤولين في السلطة حصلوا على شهادات مزورة من.. قم وجامعات لبنانية الى ..سوق مريدي!
ويتذكر جيل الطيبين،أن الأسئلة في زماننا كانت تكتب بنسختين مختلفتين (أصلية وبديله) تحسّبا لتسربها..فأن تسربت الأصلية ، تقدّم البديله ويجري الأمتحان بيومه المحدد.ومع انه نادرا ما حصل تسريب للأسئلة في زماننا، فان عقاب من يثبت ما فعل كان السجن.
المفارقة.
ان افشل وافسد من استفرد بالسلطة والثروة في تاريخ العراق السياسي، وتضاعفت في زمانهم اخطر واقبح الظواهر الاجتماعية..الطلاق، الأنتحار،المخدرت، والالحاد! ..هؤلاء الذين كان مصطفى الكاظمي سفينة نوح التي انقذتهم من طوفان غضب الشعب..هم الذين سيواصلون حكم العراق!