فضائح تتبعها روائح.. ونوائح.. وصوائح … فضائح تسريب الاسئلة الوزارية للثالث المتوسط … تبعتها روائح كريهة نتننة حولها.. ونوائح الطلبة المساكين.. وصوائح ذويهم على معاناة أبنائهم وبناتهم الذين لا ذنب لهم سوى انهم ينتمون لهذه الوزارة البائسة التي نخرها الفساد ومافياته… وهذا البلد التائه الذي لا راعي له.. ولا كبير.
فعلى سبيل المثال هناك من إحدى معارفي (س) طالبة تمتحن خارجيا كانت واحدة من ضمن الضحايا الألوف المؤلفة ورغم كونها قمة في الحرص والجد والاجتهاد كي تحقق حلمها الدراسي المؤجل والمشروع بنيل شهادة الثالث المتوسط ثم تتبعها بباقي المراحل , لدرجة انها تبقى ساهرة الليل بطوله حتى الصباح للمراجعة حرصا وخوفا وقلقا. ولكن بعد حادثة تسرّب الاسئلة شعرت بإحباط شديد وغبن ويأس منعها من مواصلة الدراسة والاجتهاد. وكعادة كل التصريحات الوزارية المعهودة والرسمية نفت وزارة التربية بشدة هذه (الشائعات المغرضة) مؤكدة بأنّ الأمور على خير ما يرام .. وكل شيء تمام … والدنيا ربيع .. والجو بديع … وقفلّي على كل المواضيع !!. دافنة رأس الحقيقة في رمال الكذب والخداع رعباً كأي نعامة , حتى ظهر احد الأساتذة الاكاديميين المرموقين ليؤكد في مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ أسئلة اللغة الانكليزية فعلا مسربة وقد وصلت له عبر احدى التطبيقات الساعة 3 فجرا عشية الامتحان (الثلاثاء) وكانت مطابقة تماما لما تم توزيعه بعد ساعات !!.
عشية الامتحان
ورغم كل ذلك بقت الوزارة تنفي.. وتنفي حتى كانت عشية الامتحان اللاحق لمادة الرياضيات (الخميس) التي تسربت في مواقع التواصل الاجتماعي فجرا أيضا , فاضطرت حينها لتدارك الموقف بدءا بنشر اعلان بتأجيل الامتحان (لأسباب فنية طارئة تخص اعمال التقويم والامتحانات) !!!. ولأن حبل الكذب قصير والشمس لا تُحجب بغربال اضطرت الوزارة اخيرا مكرهة لا بطلة للاعتراف بالفضيحة المخزية لتعلن رسميا تسرب الأسئلة في مواقع التواصل الاجتماعي مؤجلة الامتحانات اللاحقة الى اشعار آخر , وانها ستشكل لجنة تحقيقية بهذا الخصوص لمحاسبة المسؤولين والمقصرين…. وسلملي !!.اننا هنا نتساءل ما ذنب طلبتنا المساكين الذين درسوا واجتهدوا وتهيأوا للامتحان منذ ما يقارب 40 يوما وفي لظى التفكير والخوف والقلق على الامتحانات ان يغبن حقهم هكذا بكل بساطة ؟!!. ما ذنبهم وقد كانوا مجرد فريسة او ضحية للفساد المالي والاداري والرِشا الذي بات مستشرٍ في وزارة التربية وبقية الوزارات ومؤسسة البلد لا (الدولة) , لأن لا وجود لكيان دولة في العراق بل هو عبارة عن بلد محكوم من قبل مجموعة عصابات ومافيات على شكل احزاب , وهذه الحادثة وغيرها من التي تحدث يوميا بشكل اكبر واخطر تؤكد صدق كلامنا. ما ذنبهم اذا كانوا ضحية مسؤول مرتشٍ وفاسد باع ضميره وذمته وشرفه قبل ان يبيع الأسئلة لأبناء السياسيين والمسؤولين والمتنفذين الحيتان المترفين من طبقة لصوص 5 نجوم ؟!!. وبعد كل ما حصل كيف سيبقى لديهم الرغبة والحافز والدافع للدراسة والنجاح والتفوق وهم يرون بأم اعينهم مدى الغبن والحيف الذي اصابهم وانَّ كل جهودهم ستذهب ادراج الرياح.. وفي ادراج أبناء الساسة والمسؤولين ومن لف لفهم … (وكَبر طَمّهم) !!. وعليه يجب إقالة وزير التربية على الفور وكل المسؤولين عن هذه الفضيحة – المسخرة وإحالتهم للقضاء لنيل جزاءَهم العادل للتلاعب بمستقبل أبنائنا. وكان الاجدى والاجدر بالوزير ان يقدم استقالته الفورية طواعية كما يحدث في كل دول العالم امام هكذا كوارث وفضائح. فالوزير الذي لا يؤتمن على ورقة أسئلة امتحانية كيف لنا ان نأتمنه على مستقبل أبنائنا وبناتنا ؟!!. وكيف نطلب ونطالب أبنائنا الطلبة بحسن السلوك والادب والتربية ورأس الهرم التربوي (القدوة) ومرؤوسيه (التربويون) من مرتشين وفاسدين يخلون من كل ذلك ؟!!.فيا وزارة التربية – واسمك من صفتك – وتم فيه تقديم التربية على التعليم لأهميتها عليها , قبل ان تعلّمي ابناءنا الطلبة (التربية) وفّريها لرأس الهرم ومرؤوسيه من الفاسدين والمرتشين الذين سرقوا من ابناءنا الحلم وحولوه لكابوس !!.
{ كاتب واكاديمي