ليس من المعتاد ان تجلس طالبة جامعية على الرصيف تحت ظل شجرة وقد افترشت كتبها.اتحدث عن طريق باب المعظم الذي يؤدي الى كلية الفنون الجميلة.ان هذا الشارع المزدحم بسيارات حي اور والحسينية,ومختلف وسائل النقل تحول فجأة الى مكان لاستراحة تلك الطالبة.كان الجو حارا,وكنت انظر اليها من السيارة.لم يكن يوجد مكان للجلوس.وفكرت بمعنى هذا التصرف؟وتخيلت شكل المكان لو انه كان منظما ومزروعا,وهادئا.حاولت ان افكر بمعنى جلسة الفتاة بهذا الشكل.لم استطع ان اكون فكرة لهذا السلوك.ومن الممكن القول انني رايت منظرا سرياليا نادر الحدوث.
اظن ان علامات الانزعاج كانت واضحة على ملامحها.ففي زمن الفوضى السياسية تتغير الخارطة العصبية للانسان.ومع الوقت,وكثرة الخلافات,يفقد الانسان قدرته على الفهم,ويصبح اكثر عصبية.لا يفهم اكثر المسؤولين ان العقل البشري يتاثر بكل قصص الفساد والانحرافات التي تحصل.ويحاول الانسان ان يفهم كيف يمكن ان يحدث ما يسمعه في كل يوم.العقل البشري يخاف من احاديث الفساد,ويرتجف من فكرة الغد.عقولنا ترتجف داخل جماجمنا لذا يحس العراقي انه تائه,وغير مستقر مع انه لا يغادر داره ابعد من حدود منطقته السكنية او محلته.خوف عقلي لا ينطفيء.وهذا كله تصنعه السياسة لنا طوال الوقت.فهل كانت تلك الفتاة التي جلست تعاني من ارتجاف العقل,والرعب من يوم قادم اسوأ. ربما.