قال‭ ‬رئيس‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬بواشنطن‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬امريكا‭ ‬خسرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعين‭ ‬الف‭ ‬قتيل‭ ‬بحرب‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭ . ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬الجنود‭ ‬الامريكان‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬المستنقع‭ ‬الافغاني‭ ‬هو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬قتيل‭ ‬،‭ ‬فمعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬قتلاهم‭ ‬بالعراق‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬وستين‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬حتى‭ ‬ليلة‭ ‬كنسهم‭ ‬وهروبهم‭ ‬بليل‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬بعد‭ ‬الألفين‭ ‬،‭ ‬وكلما‭ ‬تعتقت‭ ‬السنوات‭ ‬ستظهر‭ ‬حقائق‭ ‬جديدة‭ ‬مرعبة‭ ‬ومخزية‭ ‬حول‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬وتدميره‭ ‬وإفساده‭ ‬الممنهج‭ ‬بسلطة‭ ‬الحرامية‭ ‬القائمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بمحمية‭ ‬بغداد‭ ‬العليلة‭ .‬
لقد‭ ‬عملت‭ ‬أجهزة‭ ‬الدعاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغرف‭ ‬تصنيع‭ ‬الكذب‭ ‬وتضليل‭ ‬الناس‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬مباشرة‭ ‬وقوية‭ ‬من‭ ‬أعتى‭ ‬أجهزة‭ ‬ودكاكين‭ ‬الحرب‭ ‬النفسية‭ ‬القذرة‭ ‬،‭ ‬وخصصت‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬واتيحت‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬فرص‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الإشتغال‭ ‬على‭ ‬ليها‭ ‬وتبديلها‭ ‬وتحريفها‭ ‬بطرق‭ ‬شيطانية‭ ‬ليست‭ ‬ذكية‭ ‬بالضرورة‭ ‬،‭ ‬لكنها‭ ‬وصفت‭ ‬كذلك‭ ‬بسبب‭ ‬فقر‭ ‬ومحدودية‭ ‬مخيال‭ ‬وأداء‭ ‬الجهاز‭ ‬الإعلامي‭ ‬البسيط‭ ‬المتاح‭ ‬للمقاومة‭ ‬العراقية‭ ‬البطلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اختراقها‭ ‬وإضعافها‭ ‬وإنهاكها‭ ‬بجلب‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬والصحوات‭ ‬والمرتزقة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعملون‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬العشائر‭ ‬والشخصيات‭ ‬الإعتبارية‭ ‬المؤثرة‭ ‬بمناطق‭ ‬تواجدها‭ ‬الجغرافي‭ ‬والفكري‭ ‬،‭ ‬والذين‭ ‬استعملوا‭ ‬كبسطال‭ ‬بأرجل‭ ‬الغزاة‭ ‬الهمج‭ .‬
ومن‭ ‬تضليلات‭ ‬أجهزة‭ ‬الدعاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬أيضاً‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬خسائر‭ ‬الدول‭ ‬المجرمة‭ ‬الاخرى‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الغزو‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا‭ ‬وايطاليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬واوكرانيا‭ ‬التي‭ ‬ورطوها‭ ‬الآن‭ ‬بحرب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تريدها‭ ‬لا‭ ‬هي‭ ‬ولا‭ ‬روسيا‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬الغرب‭ ‬الناتوي‭ ‬اللعين‭ .‬
كذلك‭ ‬جرى‭ ‬التعتيم‭ ‬المدروس‭ ‬على‭ ‬خسائر‭ ‬العدو‭ ‬الأمريكي‭ ‬وذيوله‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السلاح‭ ‬حيث‭ ‬فقدوا‭ ‬خلال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الأولى‭ ‬الحاسمة‭ ‬والعظيمة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬المقاومة‭ ‬العراقية‭ ‬اليتيمة‭ ‬آلاف‭ ‬الدبابات‭ ‬والطائرات‭ ‬والناقلات‭ ‬وباقي‭ ‬أصناف‭ ‬الأسلحة‭ ‬الخفيفة‭ ‬والثقيلة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ترليونات‭ ‬الدولارات‭ ‬الدسمة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬بمقدورها‭ ‬تحويل‭ ‬قارة‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬جنة‭ ‬أرضية‭ .‬
كذلك‭ ‬حذفوا‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬خسائرهم‭ ‬الثقيلة‭ ‬ما‭ ‬خسره‭ ‬الوحوش‭ ‬المرتزقة‭ ‬مما‭ ‬يسمى‭ ‬بالشركات‭ ‬الأمنية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أشهرها‭ ‬ماخور‭ ‬‮«‬‭ ‬بلاك‭ ‬ووتر‭ ‬‮«‬‭ ‬القذر‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬الكثير‭ .‬
وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتنبه‭ ‬العراقيون‭ ‬الشرفاء‭ ‬الأحرار‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬الباحثون‭ ‬والمؤرشفون‭ ‬والموثقون‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬تدوين‭ ‬وتثبيت‭ ‬خسائر‭ ‬العراقيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬والمال‭ ‬والكرامة‭ ‬،‭ ‬وتطويرها‭ ‬إلى‭ ‬مظلومية‭ ‬حقيقية‭ ‬كبرى‭ ‬وانتظار‭ ‬المستقبل‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬سيطالب‭ ‬فيه‭ ‬العراق‭ ‬أمريكا‭ ‬القاتلة‭ ‬بحقوق‭ ‬الضحايا‭ ‬القانونية‭ ‬كاملة‭ .‬‭

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *