لابد للنفس البشرية من أن تمر بأزمات نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية يصعب تجاوزها قد تصل بصاحبها إلى مرحلة اليأس من تجاوزها والتخلص منها مما قد تؤدي به إلى التفكير بحالات غير مرغوب بها كالهروب والهجرة أو الانعزالية عن باقي المجتمع والناس المحيطين به وربما قد تضطره إلى الانتحار ظنا منه بعدم إمكانية وجود أية حلول لمشكلته التي يعاني منها متناسيا قُدرة الله وقَدره ربما لقلة إيمانه بالله وقدرته على تسهيل الحياة وتيسير الأمور إلى الحد الذي لا يتوقعه هذا الإنسان الجاهل حتى بأبسط متطلبات الإيمان والقناعة بقدرة الخالق الذي خلقه من العدم وجعل منه مخلوقا بأجمل وأحسن خلق وتقويم وجعله مفضلا على بقية مخلوقاته الأخرى فبدلا من اللجوء إلى الخالق العظيم جلت قدرته والرجاء منه واليه أن يعينه على تجاوز محنته نراه يلجأ إلى وساوس الشيطان اللعين وإغراءاته الدنيوية الدنيئة كالانتحار أو الهروب وربما السرقة إذا كانت المشكلة مادية مما يزيده هما فوق همومه لأنه سيبقى في حالة قلق وخوف من عواقب لجوئه إلى مثل تلك الحلول الشيطانية البائسة.
بينما لو حاول اللجوء إلى قدرة الله سبحانه وتعالى بقناعة تامة وبقلب سليم مليء بالإيمان والطاعة لله عز وجل فسيجد الراحة النفسية التي يفتقدها حتما عندما يبتعد وينأى بنفسه عن مناجاة ربه والطلب منه العون والمساعدة وكلما تقرب إلى ربه فسيجده قريبا منه كما يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ) صدق الله العظيم. وهكذا عندما يشعر المرء بشدة الازمات فانه يشعر بعدم امكانية الحل فيصِل بذلك الى مرحلة اليأس والتفكير بالحلول غير العقلانية ثم اذا به يعود الى ربه او يجد هنالك من يعينه على الاهتداء الى سبيل ربه فيجده قريبا جدا منه فيهديه الى ايسر السبل لحل مشاكله وتجاوز همومه من حيث لايعلم ولا يشعر كما في قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب صدق الله العظيم ) وهذا ما اشار اليه الامام الشافعي حين قال :-
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها .
فرجت وكنت اظنها لاتفرج