يوم إثر يوم تؤكد وسائل الاعلام بمعظم قنواتها ، ان الرياضة بالنسبة لها هي كرة القدم وحسب ، و تكرس كل جهدها ووقتها لدعمها ، وتستقطب في هذا السبيل عدد كبير من اللاعبين الدوليين السابقين ، والمدربين المخضرمين ، والاكاديمين البارزين لتحليل مباريات اللعبة ، وكل ما تفرز عنها من مشاكل فنية وادارية صغيرة كانت ام كبيرة .. ولا تفعل ذلك مع كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة ورفع الاثقال والعاب القوى والمصارعة والسباحة والالعاب القتالية ، والعاب المضرب ، وكرة الريشة والمبارزة والملاكمة ، رغم ان لهذه الالعاب ايضاّ عدد كبير من اللاعبين الدوليين السابقين ، والمدربين المخضرمين ، والاكاديمين البارزين ، والجمهور تماما مثل كرة القدم ..هذا الاقصاء الممنهج اسهم في عزل هذه الالعاب عن الرأي العام الرياضي ، و(عدم ) وصول عدد كبير من لاعبي ومدربي واداريي هذه الالعاب ، الى حقوقهم المعنوية ، وتسبب الاقصاء ايضا ب (عدم) بروز كفاءات اعلامية ، تحسن الخوض في شؤون وشجون هذه الالعاب ، والمسوغ في هذا التغييب غير المعقول هو واحد ، وهو ان كرة القدم فعالية رياضية شعبية تحظى بقدر كبير من المتابعة ، ويجب منحها كل الوقت. وتساءل محلل رياضي ، هل من المنطقي ان تخصص اكثر من خمسة برامج رياضية تبثها قنوات فضائية مهمة ، كل وقتها ، وعلى مدى اربعة او خمسة ايام ، لابعاد لاعب عن المنتخب الاولمبي لكرة القدم ، و لا تمر على خبر اصابة بطل العراق و اولمبياد شباب العالم ، بالقفز بعصا الزانة ابن النجف المثابر منتظر فالح ، او الاشارة الى احراز الرباع الواعد علي عمار يسر ميداليتين فضيتين في بطولة شباب العالم التي جرت في اثينا عاصمة اليونان .. ولا تكلف معظم وسائل الاعلام نفسها بالتحقيق عن قلة القاعات وملاعب التدريب لبعض هذه الالعاب في بغداد ومدن العراق كافة .
نعم الالعاب الرياضية غير المحظوظة بدعم الاعلام ، (لم) تتأثر سلباّ بمواقف وسائل الاعلام منها ، بل تحدت هذا التحيز السافر ، بالعمل الجاد .. فاين هي المشكلة ، ولماذا المطالبة بدعم الاعلام .. الاجابة هي ان الاعلام المرئي والمقروء والالكتروني ، أدى و لايزال يؤدي دور الرقيب على النشاط الرياضي برمته ، وعليه فان الالعاب الرياضية كلها ، وليس فعالية رياضية واحدة هي كرة القدم ، في حاجة ماسة الى وسائل الاعلام لتقيّم وتقّوم عملها باستمرار ، وأقول ذلك لان الرقابة الادارية والفنية والى حد ما المالية ، الممارسة من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، على اعمال الاتحادات والاندية الرياضية ، ليست بالمستوى المطلوب .. وهنا لا اعترض على من يختلف معي حول الدور الرقابي لوسائل الاعلام ، واقول نعم ان هذا الدور لا يرقى الى اهمية الرقابة التي تمارسها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية على الاندية والاتحادات ، لان آليات الرقابة الخاصة بـ(المؤسستين) تختلف تماما عن آليات الرقابة الاعلامية .. ولكن تبقى خصوصية المتابعة الاعلامية ، حيوية ومهمة في كل وقت ..والعدالة النسبية يجب ان تكون قائمة من جهة الرعاية الاعلامية للفعاليات الرياضية كلها ، ليأخذ كل ذي حق حقه.