لم يكن يخطر ببالي ابدا اكون مثل المناطق المتنازع عليها والتي هي وفق ( قانون إدارة الدولة العراقية الذي كتب في عهد الحاكم المدني للعراق الأمريكي بول بريمر عام 2003 المادة 58 الخاصة بتطبيع الأوضاع المختلفة  حول مناطق بعينها لم يحسم الجدل بصددها حتى الان ).
ففي الدورة الثالثة والعشرين لمعرض بغداد الدولي دارت بي الارض دورتها وسعدت لاني اصبحت موضع تنازع لتقديمي في حفل توقيع كتابي ؛ ثم خلص الامر ان احاط بي اثنين عن الشمال واليمين فوق منصة تحتها كراس لايملأ شواغرها فوج من المارينز المحتل ؛ وشعرت يومها كأني معاقب ان العب دون جمهور مثل تلك  التي تفرضها الفيفا على الدول المارقة كرويا، ثم رويدا رويدا عرف الناس دون لافتات ولا ملصقات  نقطة الجذب المرادة .
وتنفست الصعداء فقد ارتقى المحبون المجهولون المنصة وكلت يمناي من التوقيع بالقلم الجاف حتى ريقي الذي يماثله في اليبوسة ..كل من اعرفه يقول :
(يمي يمي عليك الصافي). (اذا ما نويت السفر اخبرني، ستجد اسمك ومن معك وفق نداء يجعل وصولك الى  الى صالة المغادرة ميسورا جدا في نوبة نشوة طارئة : هل تريد ان يوصلك افراد حماية حتى الطائرة ؟)، (استر علينا ما أنا الا رجل من عامة الناس) (انت قامة وقيمة)، (شعرت بأنني قصير اكثر مما ينبغي ؛ وتذكرت إني فضلت القيمة كمرق مصاحب للتمن في مطعم خاتل في زقاق ضيق لكن الناس يقصدونه كتفا الى كتف!).
يمي يمي، عند الكشك لم يكن اسمي قد وصل واعتذر الشخص الذي عرفني : مقام جنابك محفوظ كنت اتمنى ان اسهل امرك .. ! سعدت بالرد وعدت الى الرجل الطائر عباس ابن فرناس وشأني شأن كل من ليس له ظهر ؛ بلغت المطار بعد ان مرت علينا كلاب( الكي ناين ). في النفق الذي ينفث هواءا ساخنا نحو الطائرة هاتفني : (شفت شلون أخوك يعزز من مقامك  الم اقل لك يمي يمي) ؟!
ويمي يمي شخص مطابق تماما لمن اعرفهم عن بعد وقرب وبالطريقة المجهرية النانوية ؛ افضل من يؤديه اياد راضي في (شلع قلع) كأنه اقتبس كل حركات وسكنات من يدعون ما لايملكون ! ومثل حارس العماره او مثل غوار الذي يشرف بغداد الان (كل يوم وله كار ؛ يوم الجمعة صايغ والسبت نجار ) يشعرك البيه بواب العمارة إنك يمكن ان تستغني عن المواسرجي وبتوع الدليفري والكهرباء والنور ؛ فهوالذي  تلقى (مهارات التنمية البشرية) في مدرسة الحياة اتقن   سبع صنايع بس بخت مفيش !  قلت له: يابكاش!. قال: حضرتك واخد علام كويس وماشاء الله دكتور من مجاميعه .. خد دي عني وانا راجل يدوبك دبلوم صنايع البكاش الكبير مين ؟).اسمع منك.
عذرا عمرو بن كلثوم:ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر ( نجعله طحينة) .
(يمي يمي ) كأني نسيت الكتابة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *