نعود من جديد الى مجموعة مقالات جمهورية فيطي وهنا يجب التذكير بتاريخ الجمهورية لمن لا يعرف فقد تأسست على يد القائد العظيم بالمخازي (مادي أبو الدكايك) ومن البديهيات ان يكون القائد حامي الديمقراطية والحريات وكان يجب ان تكون له بصمة ما شعب يؤمن بمقولة (معود على الصدعات قلبي) وبعد سنوات من إنجازات القائد مادي من خراب مالي واقتصادي وتصريحات ما انزل الله بها من سلطان وبعد استنزاف كامل لشريط الأكاذيب من ثمانية عشر سنة قرار القائد العظيم العودة الى السياسة القديمة لمن سبقه وهي سياسة الأزمات وستحضرني هنا حكاية يعزز لم ارمي له فقد كان هناك قصة مشهورة في العهد الملكي عندما كان هناك ما يعرف باتفاقية حلف بغداد ولان مدينة الموصل كانت ذات طابع قومي تحرري في ذلك الوقت قررت أشغال الراي العام من خلال الطابور الخامس هم شلة نشر الإشاعات نشر خبر ان فلان مسخ حمار وبدأ الخبر ينتشر بين الناس كالنار بالهشيم فمرة يقال انه مسجون في المركز العام فيتجمهر الناس امام المركز العام ويقوم احد أعضاء الطابور الخامس بالصراخ شفت راس الحمار وأخر يصرخ أخذوه الى محطة القطار فيذهبوا الى المحطة والغريب ان الناس كانت تصدقهم وبهذا تم تمرير الاتفاقية دون أحداث استفزاز كبير للرأي العام في المدينة اما اليوم ونحن في عام 2022 تعود الصورة ذاتها فليس هناك لا حكومة ولا ميزانية ولا شيء يذكر فقرر القائد العظيم ان يفتعل الأزمات ومنها أزمة البانزين وغيرها الكثير ولكن أزمة البانزين أثقلت كاهل المواطن الى حد كبير فأصبح المواطن يشغل تفكيره ووقته في كيفية الحصول على مادة البانزين ومع ان البلد نفطي وكان هناك مقولة تقال عن النظام السابق وكان (مادي أبو الدكايك) ذاته يرددها ان البلد نفطي والرئيس عفطي اما اليوم فالحمد لله البلد نفطي والقادة عفطيه بامتياز وهنا يستحضرني بيت من الشعر للشاعر أبو الأسود الدؤلي يقول
لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
والغريب ان الرأي العام يبحث عن مبررات لحكومة مادي فمره تقول بسبب محافظات شمال العراق ومره تقول انه بسبب فساد أدارة التعبئة الوقود وهذا ان دل يدل على سذاجة الراي العام والأغرب من هذا استخفاف حكومي بحقوق المواطن وعلى الجانب الأخر استبسال حكومي في جمع ما يسمى بالحقوق الحكومية والذي يذهب العقول هو ذلك الوطن الذي يأخذ كل شيء اليوم ولا يعطي شيء ولنعود الى قضية الأزمات والحق يقال ان المواطن هو السبب لانه تهاون في نيل حقوقه في ابسط الأشياء التي يجب توفيرها ولهذا اليوم المسؤول ما عاد يهتم بالمواطن وبما يعاني فقط اصبح اليوم لتر البانزين في السوق السوداء الف دينار وهذه كارثة والصمت مازال يخيم على الجميع واذا احتج احد في الشمال قالوا عنه ينتمي الى التنظيمات المتطرفة واذا احتج احد في الجنوب قالوا عنه انه يتكلم بلسان أجندة خارجية وسيل من التهم الجاهزة تنتظر المعترضين على الوضع الحالي ولان هذا الوضع الحالي لجمهورية فيطي فمن ينتظر الحل الحكومي فهو من النائمين وما في نفسه هي مجرد أضغاث أحلام لا أكثر وسوف يبقى الحال على ما عليه وسوف يزداد الوضع سوء الا في حالة ادرك المواطن ان زمن الأزمات لتغطية على خلل حكومي انتهى ويجب محاسبة (مادي أبو الدكايك) على التقصير الحالي بحق المواطن من خلال قول رسول الكريم (ص) ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان)) وفي النهاية اسأل الله ان لا تكونوا من جماعة أضعف الأيمان.