ربما ستتفاجئوا بما سأقول واعلم جيداً بأنكم لن تصدقوا ما رأيت، وربما بعضكم سيترنح من الضحك وقد يتهمني البعض الاخر بالجنون، لكن دعونا نتفق اولاً على تعريف مفهوم الحقيقة الذي يبدأ من العين والعين لاتكذب ابدا بما تراه ، وخصوصاً بعد ان رأيتهم يجمعون اغراضهم استعداداً للرحيل ومغادرة العراق ، اذعاناً وامتثالاً واحتراما لارادة الشعب ولقرار مجلس النواب بجلاء القوات الاجنبية بعد حادثة المطار عام ٢٠٢٠، لم استطع ان استوعب نشوة وفرحة الخبر عندما سمعتهم يكثفون من اجتماعاتهم لغرض تعويض العراق عن جميع الخسائر المادية والبشرية التي ارتكبوها ابتداءاً من قرار غزو العراق عام ٢٠٠٣ ،وانتهاءا بقصف بعض الوحدات العسكرية ومقرات الحشد الشعبي ، حتى بدأ لساني ينعقد بالتدريج وبدات اشعر بتأنيب الضمير واجلد ذاتي تارة برفق وتارة بقوة ، لانني اخطأت بحكمي عليهم بأنهم كانوا “محتلين”، في وقت يرى الكثيرين بأنهم كانوا محررين ، لكن للاسف صوت المنبه كان يحمل من الرعب لايقاظي من نومي وسباتي العميق ما لا تحمله اصوات ورعب منظومة سيرام السفارة الامريكية .
يتجلى ادق تفسير لمقولة ” من أمن العقاب اساء العمل ” في قرار العفو السياسي الامريكي وليس الرئاسي الذي بلا شك هو مشابه الى حد كبير لقرارات رئاسية شاهدناها سابقاً بحق مجرمين مدانين بالمخدرات ، قرار ادانة صدر في عام ٢٠٢٠ والذي يتعلق بمجزرة ساحة النسور التي حدثت في عام ٢٠٠٧/٩/١٦ من قبل اربعة عناصر “منفلتين” يعملون في شركة “بلاك ووتر” الأمنية “سيئة الصيت “بنظري “حسنة الصيت” بنظر البعض، شاهدنا فيها انذاك الازدواجية الحقيقية والنفاق الدولي والعالمي لمجلس الامن والامم المتحدة ومنظمات الكذب والدجل والتظليل ، التي عصبت اعينها من هذه الحادثة وحوادث اخرى منها ماحصل في سجن ابو غريب او اعتداءات ثانية تكشف زيف قناع حقوق الانسان الذي تستخدمه الادارة الامريكية تجاه بعض الدول المستضعفة ، او الدول التي ترفض سياسة التركيع والتطبيع معها ومع اسرائيل ،انتهاكات صارخة تمثل خرقاً سافراً لمواثيق الشرف ان وجد لديهم جزء منها ولجميع اتفاقيات حقوق الانسان.
من يتجرأ على خرق السيادة سيتجرا بلاشك على ان يدخل لاعماق الاستخفاف والاستهانة بمصادر صنع القرار داخل الدولة ،واي جهة دولية او اقليمية تحاول الاساءة لاي مواطن عراقي ، من اي جهة كانت لان ذلك يعني عدم اكتراثها واحترامها لقوانين الدولة المضيفة، ومن ينظر لبعض الدول المجاورة سيرى بأنها لاتساوي شي امام العراق ذلك المارد العملاق الذي كانت له صدارة النفوذ العربي والاقليمي، الا ان المغامرات والحروب العبثية والاعتداءات على دول الجوار الجغرافي كانت بلاشك احدى اسباب عدم صفاء النوايا تجاه قضايا حسن الجوار واحترام العلاقات المشتركة معهم.
خرق للسيادة العراقية وقطع لمياه الانهار من قبل تركيا وايران، واسرائيل تدفع بأتجاه التطبيع من خلال ادواتها المحلية والدولية ، وقتل الكويت للصيادين العراقيين في المياه الاقليمية دون ان يرف للحكومة طرف عين او ينبس المستشارين ببنت شفة. وسفارة امريكية غطائها الخارجي دبلوماسي وجدارها الداخلي عبارة عن منظومة مخابراتية وثكنة عسكرية تتمترس بشركات امنية وتدافع عنها منظومة السي رام الغبية ، التي ارعبت المواطنين دون اكتراث او احترام لهيبة الدولة او حتى لقواعد الاشتباك وفض الاشتباك ، ولكن يبقى السؤال هل يحق للسفارة العراقية في واشنطن بأن تمتلك منظومة سيرام من باب الندم للند ؟ وهل سيقوم المطبخ السياسي برفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية وهي بلاشك لا تندرج تحت لواء التهم الكيدية من اجل رد الاعتبار ؟
انتهى ..
خارج النص / امريكا اليوم تمر بأضعف اوقاتها والدليل عدم اكتراث العربية السعودية لاتصالات الادارة الامريكية وخذلان واضح لبايدن .