وسائل الإعلام تقوم بهذين الدورين , ومن النادر أن تكون غايتها التوعية فقط , لأن معظمها ذات أجندات تعبوية , لصناعة الرأي المطلوب للوصول إلى الهدف المحسوب.
المواقع والصحف ومحطات التلفزة , ووسائل التواصل بأنواعها , تتحرك وفقا لآليات تعبوية , ولا يعنيها سوى كم من البشر سيقع في حبائلها , ويتمثل رؤاها وتصوراتها.
وهذا ينطبق على وسائل الإعلام العالمية , فهي ذات مناهج تعبوية واضحة وصارمة , ومن العسير عليها أن تكون رسالتها للتوعية وحسب , لأن توعية الشعوب تتسبب بأضرار وخسائر إقتصادية وتبديد للطاقات والقدرات , أما التعبئة فأنها كالتجارة والصناعة ذات ربحية عالية , بل كصناعة السلاح وتسويقه.
فالبشر يُعبّأ ضد البشر وفي ذلك ربح وفير , أما إذا تآخى فمجال الربحية قليل.
وبموجبه تدوم الصراعات لأنها نشاطات إقتصادية تدر أرباحا وفيرة على القائمين بإدارتها.
فالإعلام التعبوي طريقة سهلة لإستمالة البشر , وتحويله إلى طاقة فاعلة لتحقيق إرادة الآخر , الذي يعدّه لتنفيذ ما يريد , وفي الزمن المسمى بالديمقراطي , صار البشر أرقاما تُجمع وتطرح وتقسم على بعضها وتضرب ببعضها , والفاعل يجني أرباح ما يدور في ميادين إستعبادها بشتى الأساليب والأضاليل , وتلعب الأدينة دورا كبيرا في بعض المجتمعات.
فهل وجدتم إعلاما غير تعبوي؟
إننا نعيش في زمن فقدان البشر لإنسانيته وقيمته ودوره الحر , فالواقع يناقض الكلمات , والعبارات والشعارات والخطب والأقوال أقنعة لتمرير إرادة الشر.
فعن أي تسامح ومحبة وأخوة يتحدث المبشرون بسراب السعادة فوق تراب يتعطش للنجيع؟!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *