لا جدال ان الإمتحانات النهائية واحدة من أهم العمليات في العملية التعليمية وهي تحتاج إلى تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة دقيقة لضمان جريان رشيق ومتوازن ومثمر يضمن حقوق جميع أصحاب المصالح وموسوم بالأمانة والنزاهة والشفافية والمهنية لتكون نتائجه عادلة ولها أثر إيجابي على المجمتع وسوق العمل. هذه النتيجة لا يمكن بلوغها دون توفير بيئة تعليمية صحية وملائمة ترتكز على القيم التعليمية الراسخة لدى اعضاء الهيئة التدريسية والواعية لدى الطلبة لان الرقابة الاكاديمية يجب ان تكون استباقية تعتمد وعي ورسوخ القيم التعليمية أولا، تليها الإجراءات الأخرى التي تكون مكملة للخروج بنتائج معتمدة وموثوقة ومحل تقدير واحترام أصحاب المصالح والمجتمع وهي التي تعطي هيبة واعتماد حقيقي أكثر وأكبر من الإعتماد الدولي أو المنظمات التعليمية الدولية لأن ثقة اهل الدار بالمدخلات والعملية والنتائج هي التي تعطيها المشروعية والرصانة وليس المراقبين الدوليين أو المنظمات المعنية.
هناك ظاهرة غير صحية يقوم بها بعض رؤساء الجامعات عن قصد أو جهل وهي الرقابة الشكلية في أيام الإمتحانات اذ يتوجه بموكبه الى الكلية ويتجول في القاعات الإمتحانية برفقة العميد ومجموعة من التدريسيين (بعد توزيع أسئلة الإمتحان) وغالباَ ما يدور حوار بينه وبين المراقبين في القاعة (التدريسيين) وبين الطلبة (سؤال عن سير الإمتحانات والخدمات وصعوبة الاسئلة وغيرها) وهذا بالتأكيد يربك الطالب ويشتت تركيزه وهو غير مقبول أكاديمياً لأنه يؤثر بالسلب على سير العملية الإمتحانية وتركيز الطلبة والهدوء فضلا عن الصورة التي تتشكل في ذهن الطالب كون المشهد استعراضي اكثر من كونه مهني تنظيمي أكاديمي لان الطالب احتاج إلى حضور رئيس الجامعة في أكثر من مشهد وحادث ولكنه لم يجده ولم يلبي حاجته، الزيارة الرقابية الصحيحة تتم قبل بدء الإمتحان بساعة كاملة ليتجول في القاعات وهي فارغة ويسأل ويشاهد بنفسه التكييف والخدمات والماء البارد والمقاعد ويدخل إلى اللجنة الإمتحانية ليرى كيفية تدفق العملية من حضور التدريسيين الى استلام الدفاتر الى كيفية فتح الاسئلة بالقاعة وتوزيعها (هنا يمكن له الحديث مع الطلبة قبل توزيع الاسئلة) الى اخر العملية، هذه المهنية الإكاديمية التي يقدرها ويهابها الطالب ويحترمها ويلتزم بها كادر الهيئة التدريسية بعيدا عن الإستعراض والإعلام.
رئيس الجامعة مسؤولية قانونية وأخلاقية الأولى يمكن اثباتها بالإجراءات الشكلية والزيارات الإستعراضية والخطب التوجيهية ولكن اثبات الثانية يكون من خلال المعارف والمهارات والإتجاهات التي تظهر على سلوك الطالب والأثر الايجابي على أصحاب المصالح والمجتمع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *