يقول الباري عز وجل في محكم كتابه إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الانسَانُ ? إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا (72) .
ان يصل الظلم والجهل والخيانة لمفصل مهم من حياة البشر والعوائل العراقية الا وهو قطاع التربية والتعليم  فهذه مصيبة كبرى فكعادتي استيقظت مبكرا لا تفاجأ باحد الاخبار المضحكة والمبكية بنفس الوقت واذا بخبر صادم الا وهو تأجيل امتحانات الصف الثالث المتوسط بحجة تسرب الاسئلة .
في السابق عندما كنت طالبا في مدارس العراق متنقلا بين مراحل الابتدائية والمتوسطة وصولا الى مرحلة الاعدادية لم اتصور او اتخيل ان المعلم او التربوي يتعاطى الرشوة او يقوم بتسريب اسألة المادة الوزارية في خيانة واضحة للامانة الا انه وخلال فترة التسعينات من القرن الماضي وخلال فترة الحصار الاقتصادي على شعبنا الكريم والذي كان الهدف الاول والاخير منه هو تدمير المنظومة الاخلاقية للمجتمع العراقي ذو التقاليد والاعراف  العظيمة في الكرم والصدق والامانة وبدأت مرحلة انهيار المنظومة التربوية بالانهيار منتصف التسعينات فبدأ مدرسو مادتي الرياضيات واللغة الانكليزية يضغطون علينا بشكل واضح من اجل الدخول لديهم في ما يسمى الدروس الخصوصية وبدأ التلاعب في درجات الامتحان وتبديل دفاتر الامتحانات الوزارية لطالب متفوق الى طالب اخر بعملية بسيطة الا وهي تبديل الغلاف فقط .
كل هذا كان يأتي في دولة كانت قبضتها الامنية حديدية كما يسمونها اليوم فما بالك بالذي يجري اليوم وتقاسم وزارة التربية كحصص مكوناتية وهذا من الطرف الفلاني وهذا من الطرف الاخر وهذا من هذا الحزب وذلك من حزب اخر بحيث وصلنا لمرحلة ان يخرج العراق من التصنيف العالمي لجودة التعليم وحسب تقارير الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو.
واستغرب لهذه الحالة مقارنة بقياس الرواتب بين نظامين في حين تنتشر فديوات الرقص والبكاء بين الطالبات والطلاب لمجرد انتهاء مادة التدريس الخصوصي في المعاهد الخاصة وفيها يتم توديع احد المدرسين الذي يظهر بالفاظ نابية بدل من ان يكون اله (القدوة) لطلبته ليذكروني بحالة بكائي عندما كنت طفلا صغيرا وانا اشاهد فيلم الرسالة الخالد لمخرجه الكبير الشهيد مصطفى العقاد .
ونحن كأولياء امور لابناءنا من الطلبة نقف حائرين تائهين مع ابناءنا في الضغط عليهم بمتابعة القراءة والدراسة في ظل هذا التدهور التربوي والتعليمي واقترح للسيد رئيس الوزراء بان يكون له نائبا لشؤون التربية والتعليم يتولى مهمة الاشراف على وزارتي  التربية والتعليم وانهاء حالات الفساد وخيانة الامانة والتدهور الخلقي في هذه المنظومة المتهالكة وكذلك الاشراف على بناء المدارس وغلق ملف المدارس الطينية لان خلق جيل متعلم سيرفع البلد الى مصافي الدول الراقية ان لم نقل العظمى والك الله ياعراق الصابرين .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *