حاولت الصبر على الشاحنة العملاقة التي تتهادى أمامي في أحد شوارع مدينتنا الجميلة والذي لا يتسع إلا لسيارة واحدة حتى اتسع في مكان ما فانطلقت لاجتيازها فرأيتني بمواجهة خطيرة مع مطبة عملاقة بارتفاع يربو على المتر .
كما يبدو فإن المطبات التي يصنعها غير المتخصصين والتي تهدف إلى الحد من سرعة العجلات في المناطق السكنية غير خاضعة لمعايير معينة ولو عرفية على أقل تقدير ، فبعض هذه المطبات والتي تنتشر في المناطق القريبة من الموانيء عبارة عن حبال غليضة من تلك التي تستخدم في ربط البواخر عند رسوها في الميناء وهي شديدة التأثير على كل أجزاء السيارة وقد وُضعت كيفما اتفق دون حساب ولا عقاب أو حتى عتاب ، وبعضها كما أسلفنا عبارة عن تلال تتوسط الشارع لا علامة تدل عليها ولا يمكن تمييزها ليلا إلا لمن خبر الطريق وتعود المرور فيه .
أنا لا أوجه اتهامي بالتقصير إلى المواطن قطعا فهو حريص على سلامة أطفاله من الحوادث المرورية فالتقصير كل التقصير يقع على دوائر الدولة النائمة ، فلو أن مديرية المرور وضعت إشارات لتحديد السرعة في تلك المناطق وخصوصا قرب مدارس الأطفال وراقبتها عبر الكامرات وفرضت عقوبات على من يتجاوزها لما اضطر المواطن إلى وضع التلال ونشر الحبال .
لو أن القائمين على سلامة وصيانة الشوارع تحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم ووضعوا المطبات البلاستيكية وفق أبعاد وقياسات علمية لما كنت مضطرا لإجراء الصيانة على سيارتي كل شهر .
لو أن الدولة تتحرك وفق معايير الشعور بالمسؤولية لما كنا بحاجة إلى المظاهرات أو الأعراف القبلية .