دائمــاً وعلى مـــدى التــاريـــخ تتـــرك الحـــروب آثـــارهـــا علــى الشـــعوب والأمــــم ولعلَّ من أخطــرها المـــوت ، إن الحــروبِ والمـعــارك العبثيــــة التي خاضهـــا العـــراق وآخـــرهــا الاحتــلال ومعــارك داعــش خلّفت عدداً ليــس بقليـــــــل من الأرامـــل وضعفــــه من الأيتـــام ينقصــهم الــرعــايــة والاهتمـــام ، مقــارنــة بالحــروب التــي خاضــتها أوربـــا وخاصـــة الحـــرب العــالمــة الـثــانية نهضــت منهــا دول أوربــا وهــــي أقـــوى ، وأكثـــر إنســانية بفضـــل التكـــافل الاجتمــاعي واحتـــواء النســـاء اللــواتي فقـــدن أزواجهــــن أو آبــاءهن أو أولادهـــن ، فكــانت الجمعيــــات الــدينيـــة والاجتمــاعيـــة التثـقيفـيـــة التي تحـــثٌ على التســـامح والمحبـــة وتــوجــه المجتمــــع علــى رعــايتهــن والاهتمــــام بهــــنَّ إذ كــــان حبهــــم لــوطنهـــم في فقـــدهـن لــرجــالهـــن ، وفي بلدنا العــراق الذي قــدّر لأرضــه أن تكــون ســاحة حــرب لـدول جــواره وأســيادهم أصبــح مــن أكثــر الــدول عدداً من الأرامــل والأيتـــام دون معــالجــة أو حلـــول فما أن يخرج من حرب حتى يدخل في أخرى ، ومن ســوء حــظ العـــراق أنه مأكــول مذمــوم لأن من ينعم بخيــراته ولا سيمــا أبنــائه تتحــكم بهــم عقـــد تاريخيـــة لا يســتطيعــون التخــلص منهـــا ، إن المســؤوليــة الانســـانيــة والوطنيــة لمــن يَدَّعــي حــب العــراق تتطــلب إيجــاد حــلــول ســريعــة لهــؤلاء الأرامــل والأيتــام مبنيــة على رؤى علميــة واجتمــاعية وانســانية تتكفــل بهــا الجهــات الحــكوميــة والمــراجــع الدينيــة والمنظمــات الانســنية الدوليـــة ولا سيمــا أن ديننــا الحنيـــف قـــد استــوصى بالنــســـاء خيــراً ، وباليتيـــم تكفـــلاً ، مــدعــون بالتغيــر نحــو الأحســـن بعــد كل هذه الحروب والابتــلاءات التي مــررنــا بهــا ، ف ” إن اللـــه لا يغيــر مــا بقـــوم حتــى يغيـــرو ما بأنفســـهم ).