1-
ردود الفعل على ما يتعرض له الانسان في مساره الحياتي مِنْ ظُلم وعدوان وَغَمْطٍ للحقوق قد تدفع به الى اختيار صِيغةٍ شديدة الحدّة، ولكنْ ليس ازاء ظالميه فقط بل ازاء الناس أجمعين ..!!
-2-
ومن الخطأ بمكان اغماض النظر عن الجوانب الايجابية في الحياة ، وَبَخسْ العناصر الجميلة الموجودة حقها ، واصدار الأحكام القاسية بِلا هوادة ودون استثناء على الجميع ..!!
-3-
اسمع ما قاله أحد الشعراء :
الناسُ في كل العصور
هُم الضواري الكاسِرَهْ
خَضَبُوا الأكفَّ بما أسالوا
مِنْ دماءٍ طاهِرَهْ
ومضْوا يعيثون الفساد
قياصراً وأكاسَرهْ
أرأيت كيف جعل الجميع كالوحوش الضارية ؟
فاين هم الطيبون ؟
أين هم أصحاب النزعة الانسانية ؟
أين هم المتمسكون بأهداب القيم الأخلاقية ؟
أيصح أنْ نعتبرهم كالوحوش الكاسرة ؟
إنْ التطرف والغلو مرفوضان رفضا قاطعا في مطلق الأحوال وبلا استثناء .
ثم كيف صار الناس جميعا من المجرمين الذين مارسوا عمليات القتل حتى اصطبغت أيديهم بما أسالوا من الدماء مع أنّ مجموع المجرمين القتلة في المجتمع ليسوا إلاّ نسبة ضئيلة بالقياس الى المجموع العام للسُكّان .
كيف يُحكمُ على الناس جميعا بأنهم قياصرة وأكاسره ملأوا الدنيا بالفساد وايذاء العباد ؟
أكثرهم بعيدون عن السلطة ولا سيما الابرار والمتقون ولماذا تم تجاهل الذين يؤثرون على انفسهم ومصالحهم ولو كان بهم خصاصة وما هو بالحكم الصائب .
-4-
وأخيراً :
لا خير في كل رأي مصدرُه الانفعال العاطفي والبعد عن الموضوعية والعقلانية.
ومشكلة العالم اليوم تكمن في المخاطر التي تهددهُ مِنْ قِبل المتطرفين والغلاة ، ابتداء بالارهابيين وانتهاء بمن يعتبر الشعوب البقرة الحلوب .