العمل في مجال الصحافة ربما لا يعطي للصحفي أية فسحة مستدامة من البهجة والفرح لما يغلب على المهنة من نـــكد ، وان وجدت مثل هذه الفســــحة فأنها دوما ما كانت تنتهي في عقل وذات الصحفي عند الهموم التي لازمت المواطن في وطــن الآلام والمحـــن ، ذلك هو حال الصحفي العراقي كما رأيتها وعشتها منذ ما يزيد عن أربعة عقود مضت ، أي من الصحفيين الرواد ، وليس من جيل الصحفيين الشباب والذين أغلبهم فتح عينيه ليمارس مهنة الصحافة في العقد الأول من الألفية الثالثة ، والتي هي من أصعب العقود على الرغم من ســـعة المساحة في الكتابة والتعبير عن الرأي لأنها ســـعة ذات شـــعب وبروج لها بداية وليس لها نهاية توصله الى الهدف الذي يبغي الوصول اليــه.
مــن كل هـــذا الشقاء لكل العاملين في مهنة المتاعب ، ولكل الذين تحملوا المسؤولية ليضعوهم في قمــة المسؤولية لهذه المهنــة وفي الزمن الصعب مسؤولية أخلاقية ومهنيــة ، أن عليهم تقديم شيئ ملموس يشعرون من خلاله أنهم في أولويات الاهتمام الذي يناسب تضحياتهم وعطاءهم ومكانتهم في الدولة والمجتمع ، كونهم السلطة الرقابية على كل نشاطات السلطات العليا في الدولة وأولها الرئاسات الثلاث الجمهورية والبرلمان والحكومة ، على الرغم مما يطلق عليهم بالسلطة الرابعة ، وهي سلطة القلم يليق بهذه الأسرة المسالمة التي تمارس من خلاله دورها الخلاق في الرقابة والمتابعة لبناء مؤسسات الدولة وفيه مستلزمات التطور لأعضائها ولأبنائها الذين يخطون خطى أبائهم وأمهاتهم في العمل الصحفي وامتهانه على أسس علمية ورصينة ومضمونة قانوناً حين يتقاعد الصحفي لأي سبب كان، لتمارس دورها في الكثير من الفعاليات والنشاطات خاصة إذا ما علمنا أن نقيب الصحفيين العراقيين هو رئيس اتحاد الصحفيين العرب وعضو الإتحاد الدولي للصحفيين ، ومن دواعي فخرنا نحن الصحفيين العراقيين أن يرأس اتحاد الصحفيين العرب نقيب الصحفيين العراقيين وله دور بارز في الاتحاد الدولي للصحافة مما يدعونا ذلك الى أن نكون أعلام عراقية لها الأثر البارز في كل لقاء وتجمع محلي وعربي ودولي فأن المكانة المرموقة للصحفيين العراقيين ولبلدنا العراق في المنظورين العربي والدولي في المجال الصحفي والإعلامـــي ، مبارك للأسرة الصحفية عيدهم الثالث والخمسون بعد المئـــة . ولشهداء الصحافة الفردوس الأعلى .